أقاويل عدة، يروج لها البعض على مدار سنوات، منها أن "اليهود من بنوا الأهرامات.. فضائيون من بنوا الأهرامات.. سكان قارة أطلانتس المفقودة من بنوا الأهرامات"، هذه الأقاويل وغيرها، لا زالت تتردد، وخصوصاً حول هرم الملك خوفو، أو الهرم الأكبر.
انتشار هذه الأقاويل دفع الحكومة المصرية لإصدار تقرير مُصور اليوم، بمشاركة عالم الآثار المصري الكبير زاهي حواس، للرد على تلك المزاعم، والحديث حول «معجزة بناء الهرم الأكبر».
وفي حديثه، ساق «حواس»، أدلة تاريخية تواجه «الدعاية اليهودية» بأن «اليهود» أو «الفضائيين» هم من بنوا الأهرامات، وكشف خلال لقاء مصور من إنتاج مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، اليوم، ضمن سلسلة «موعد مع المؤلف»، وتحدث خلالها عن «معجزة الهرم الأكبر»، وهو ذاته عنوان كتاب «حواس»، الذي ذكر فيه، إن هرم «خوفو» من أعظم الأهرامات المصرية، وهناك أقاويل كثيرة مغلوطة أثيرت حوله بسبب عظمته.
مزاعم بناء اليهود والفضائيين الهرم الأكبر
وأضاف عالم الآثار المصري الكبير، أن هناك كثيرين حول العالم لا يعتقدون أن المصريين القدماء هم من بنوا الهرم الأكبر، هرم الملك خوفو منذ قرابة 4600 عام، ويقول البعض إن «اليهود» هم من بنوه، وآخرون قالوا إن فضائيين جاءوا من الفضاء ليبنوه، حتى إن البعض قال إن سكان قارة أطلانتس المفقودة هم من جاءوا لبناء «هرم خوفو».
وأشار «حواس»، إلى أن أي فرد قد يقف أمام الهرم الأكبر، لا يمكن أن يعتقد أن «بني آدمين» من بنوه، وأشار إلى أنه خاض حملة عالمية في وقت سابق، لتوضيح أن الحديث حول أن اليهود أو فضائيين من بنوا «الهرم الأكبر» ليس سوى «كلام بلا أساس من الصحة».
3 ملايين مصري اشتركوا في بناء «هرم خوفو» بوازع ديني
وأوضح حواس، أن من يدرس الحضارة المصرية القديمة، سيعرف أن ملحمة ومشروع بناء «الهرم الأكبر»، هو المشروع القومي لمصر كلها، واشترك قرابة 3 ملايين من المصريين القدماء في البناء بوزاع ديني.
وواصل : «متقدرش دلوقتي تجيب 10 آلاف عامل، علشان يشتغلوا كل يوم لمدة 28 سنة علشان يبنوا هرم».
الأهرامات لم تُبنى بـ«السخرة».. وتخليد بُناته على بُعد كيلو من «أبو الهول»
وعرض حواس أدلة حول بناء الهرم الأكبر على يد مصريين، موضحاً أنه اكتشف في وقت سابق على بعد قرابة كيلو متر من «أبو الهول»، مقابر العمال الذين عملوا على بناء الأهرامات، وهو دليل مهم، يؤكد أولاً أن المصريين القدماء هم من بنوا الأهرامات، وثانياً أن هذه الأهرامات لم تبنى بـ«السخرة».
ويقول «حواس»، إن بناة الأهرامات لو كانوا من «العبيد»، لم يكن ليتم دفنهم على مشارف الأهرامات، ولم يكن ليتم إعداد مقابرهم للعالم الآخر مثل الملوك والملكات.
عائلات الوجهين البحري والقبلي أرسلوا الطعام في «صواني».. و«عمالة مؤقتة»
وعن مشاركة 3 ملايين مصري ومصرية في بناء الأهرامات، يوضح عالم الآثار المصري الكبير، أن كل العائلات في الوجه القبلي والبحري كانت ترسل العمال، والطعام في «صواني» للعمال، ومن ثم لم يدفعوا الضرائب، نظير مساهمتهم في بناء الأهرامات، فضلاً عن وجود «عمال دائمين».
وأوضح أن مقابر بناة الأهرامات، كان بداخلها طبقتين، الأولى سفلية، ووجد بداخلها رجال لديهم تأثر في «العمود الفقري» نظراً لـ«دفع الحجارة»، وكانت السيدات يعملن في المخابز وتوفير الطعام.
وكشف عالم الآثار المصري عن اكتشاف عمال تم بتر أرجلهم بعد سقوط حجارة الأهرامات عليهم، وآخرين سقطت الحجارة على أيديهم، موضحاً أن هناك 22 رسالة ماجستير ودكتوراه أجريت حول تلك المقابر، ودراسات من المركز القومي للبحوث حولها.
ولفت «حواس» إلى أن الجزء العلوي من المقابر، عثر بداخله على 21 لقباً، مثل المشرف على الجانب الغربي من بناء الأهرامات، والمشرف على الجانب الشمالي، والنحات، والرسام، والفنان، وغيرها من الألقاب.
نص لعنة في إحدى الجبانات: من يمس مقبرتي ستأكله الثعابين والأسود
ويكشف عالم الآثار المصري عدداً من النوادر التي عُثر عليها في مقابر بناة الأهرامات، ومن بينها العثور على مقبرة لرجل تزوج اثنتين، وكان نادراً لدى المصريين القدماء أن رجلاً يتزوج من سيدتين، وأن الزوجة الثانية سمت بنتها باسم الزوجة الأولى.
ويشير «حواس»، إلى العثور على شيء آخر، وهو «نص لعنة»، داخل إحدى المقابر، والتي تقول إن «كل من يمس مقبرتي، ستأكله الثعابين والأسود».
ويلفت إلى العثور على مناطق كثيرة بمحيط الأهرامات تؤكد بناءه من المصريين، مثل منطقة تجفيف الأسماك لاستخدامها في إطعام العمال، وقرية عاش بها العمال الدائمون والمؤقتون في مشروع بناء الأهرامات.
«بردية وادي الجرف» توثق استقدام حجارة الهرم الأكبر من «طرة» وسيناء
دليل آخر هام ساقه عالم الآثار المصري الكبير، وهو الكشف عن «بردية وادي الجرف»، وهي بردية كتبها «رئيس عمال» في بناء الأهرامات، وكان يعمل تحت سلطته 40 عاملاً، مشيراً إلى حديثه أنه تم استقدام بعض الأحجار لبناء هرم الملك خوفو، الهرم الأكبر، من المنطقة المعروفة حالياً باسم «طرة»، وحديث حول كيفية قطع الحجارة، ونقلها لمقر الهرم عبر مراكب نقلت الحجارة بواسطة قنوات نهرية وموانئ كانت توجد أمام الأهرامات.
ويوضح «حواس» أن «بردية وادي الجرف»، تضمنت معلومات مهمة حول حكم الملك خوفو لمصر لمدة 28 عاماً، هي فترة بناء الأهرامات، وأنه عاش في قصر بمنطقة الجيزة ليشرف على بناء الأهرامات، وليس «منف» في جنوب مصر، مثلما كان مُعتقداً من قبل، مشيراً إلى أن الهرم الأكبر هرم الملك خوفو، كان يُسمى بـ«أفق الملك خوفو».
المصريون القدماء رسموا «جرفيتي» بأسماء بناة الأهرامات داخل «هرم خوفو»
https://www.youtube.com/watch?v=ux1qi9oc_1k&feature=emb_title
ويتطرق عالم الآثار المصري الكبير»، إلى أن المصريين القدماء رسموا ما يشبه «الجرافيتي»، داخل الهرم، دونوا فيه أسماء العمال الذين بنوا الأهرامات، مثل فرقة الملك خوفو بـ«التاج الأحمر»، وبـ«التاج الأحمر»، وأصدقاء الملك خوفو، وغيرها من المسميات.
هرم الملك خوفو إحدى عجائب الدنيا السبع الباقية حتى الآن
ويُعتبر هرم الملك خوفو، الهرم الأكبر، إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم الباقية حتى الآن، ويبلغ ارتفاعه 146.5 متر.
وحسب الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار؛ فإن الهرم الأكبر بُني من الحجر الجيري المحلي، وكان مغطى قديماً بكساء من الحجر الجيري عالي الجودة.
أسرار «هرم خوفو» من الداخل: 3 حجرات رئيسية.. و5 لـ«تخفيف الضغط»
وعن أسرار الهرم الأكبر، هرم الملك خوفو، من الداخل، يقول «حواس»، إن بداخله 3 حجرات رئيسية، الأولى حجرة سفلية لم ينتهِ البناء فيها، والثانية يُطلق عليها بالخطأ اسم «حجرة الملكة»، والحجرة الثالثة بداخلها «تابوت الملك خوفو».
ويلفت عالم الآثار المصري الكبير إلى أن كل ملك في مصر كان يدفن أسفل الهرم الذي تم بناؤه، عدا الملك خوفو، وأبيه «سنفرو»، موضحاً أن «خوفو» أعلن نفسه «إله الشمس» في العام الخامس من حكمه، وأنه ترك فكرة الدفن تحت الأهرامات، ليدفن بداخله.
ويشير «حواس»، إلى وجود 5 حجرات أعلى الحجرات الثلاث، تم بناؤها لتخفيف الضغط على الهرم الأكبر، هرم الملك خوفو.
إتمام البناء بطريقة «العاشق والمعشوق».. وفتحة 20 سنتيمتر لـ«اعتدال الرطوبة»
ويوضح عالم الآثار المصري الكبير أن الرطوبة وصلت داخل الهرم الأكبر إلى 85% في وقت سابق، ليتم تنظيف فتحات بسمك 20 سنتيمتراً في 20 سنتيمتراً لعمل «اعتدال في رطوبة الهرم»، مشيراً إلى استقدام «روبوت ألماني» وأرسل داخل الهرم، والذي كشف أن كل أحجار الهرم الأكبر، هرم الملك خوفو، تم بناؤها بطريقة «العاشق والمعشوق».
ويلفت إلى أن الروبوت الألماني، سار لمسافة 60 متراً داخل أحد اتجاهات الهرم الأكبر، هرم الملك خوفو، ثم وقف أمام باب بمقبضين من النحاس داخل الهرم، مشيراً إلى أنه اكتشاف «هز الدنيا كلها».
أبواب سرية بمقابض نحاسية داخل الهرم الأكبر.. وبحوث لاستكشافها
ويلفت إلى أنه طلب بناء روبوت بمواصفات خاصة، ليرى ما هو موجود خلف الباب، وهو ما تم بثه على الهواء مباشرة، ليراه مليارات البشر عبر الهواء مباشرة من الساعة الثالثة حتى الخامسة صباحاً، وتم إنشاء فتحة في الباب بسمك حوالي «سنتيمتر وملي متر»، وإرسال كاميرا صغيرة، لنكتشف أن هناك باب آخر على بعد 21 سنتيمتراً.
وأشار إلى أخذ الروبوت إلى جهة أخرى، وعلى بعد 60 متراً أيضاً، وثق أمام باب ثالث بمقبضين من النحاس.
بعثة «مصرية – يابانية – فرنسية» لكشف أسرار جديدة عن «هرم خوفو»
ويكشف الدكتور زاهي حواس، عن وجود مساعٍ حالياً لكشف المزيد من الأسرار حول الهرم الأكبر، هرم الملك خوفو، مشيراً إلى أن الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، سمح خلال السنوات الثلاث الماضية، لعمل بعثة «مصرية – يابانية – فرنسية»، يقودها الدكتور هاني هلال، وزير التعليم العالي الأسبق، لاستكشاف أسرار جديدة داخل «الهرم الأكبر»، موضحاً أنه تم تعيينه رئيساً علمياً لمراجعة كل بيانات المشروع، بمشاركة عالمي آثار من أمريكا والتشيك.
ويشير «حواس» إلى أن «البعثة المشتركة»، قدّمت تقريراً حول وجود «فجوة» خلف المدخل الأصلي للهرم الأكبر، هرم الملك خوفو، وتفسيرها أن المصري القديم كان يترك فجوة لحركة العمال، وتم اكتشاف فجوة أخرى فوق البهو العظيم طولها 30 متراً، وهناك أعمال تجرى حالياً لتقديم تقرير عن تلك «الفجوة».