شوادر بيع الأضحية في الشوارع.. ناقلة للأمراض ومخالفة للقانون
مع بدء قرب عيد الأضحى المبارك، يبدأ الجزارين ومربوا الخراف وبائعي المواشي في نصب شوادر لبيع ما يملكونه من الأضحية، لا يلقون بالًا إذا كانت تلك الشوادر وسط مساكن وشوارع يرتادها المواطنين الذين تضيق بهم الشوارع وأرصفتها، بسبب المساحة التي تحتلها تلك الشوادر.
في أحد أزقة القاهرة التاريخية، والتي تحولت من مناطق يرتادها الأمراء والملوك ويسكنها أصحاب الأملاك لأسواق شعبية يرتادها ساكني المنطقة لشراء احتياجاتهم، تسكن مها مع بناتها بينما يتواجد أسفل البيت مجموعة من الخراف التي يربيها واحد من سكان المنطقة من أجل الراغبين في شراء الأضحية.
يُطلق الجار الخرفان في الشارع لتأكل مما يلقيه المارة من قمامة، ويظهر على فروتها الأوساخ وانعدام النظافة، وتنتشر رائحتها المُنتنة لداخل الشقة، لتترك آثارها على رئة وأنف أهل البيت، الذين يعانون من الجيوب الأنفية، وبينما يمرون داخل الشارع تدهس أقدامهم فضلات المواشي.
قانونية عرض وتربية المواشي في الشوارع
وفقًا للقرار رقم 435 لسنة 2017 الصادر عن وزارة الإسكان والتنمية العمرانية فإن المادة الأولى تنص على "يكون موقع زريبة تربية المواشى والأغناه ومناخ الجمال وأماكن تربية الخيول والبغال في الجهة القبلية أو القبلية الشرقية للكتلة العمرانية: ولا تقل المسافة بين الحوائط الخارجية لهذه الأماكن وبين أقرب مبنى بالكتلة العمرانية عن 30 مترًا فى القرية و500 متر فى المدن. أو طبقًا للأوضاع المقررة فى المخططات المعتمدة: كما يلزم أن يكون الموقع عكس.اتجاه الامتداد العمرانى للمدينة / المركز / القرية".
وفيما يخص النفايات والفضلات نصت ذات المادة على "لا يجوز إلقاء الروث أو النفايات فى الطريق العام أو المجارى العمومية أو نهر النيل والمجازى المائية أو فى الممرات أو على الأسطح، بل يجب أن تزال كافة الأقذار أولاً بأول من هذه الأماكن ليلقى بها فى أماكن مخصصة لذلك:بوسيلة نقل صحية ونقلها باستخدام شاحنة بسعة مناسبة، على أن تكون مغلقة الجوانب ومغظاة جيداً".
تأثير شوادر الأضحية الموجودة بالشارع على الصحة
أشارت دراسة منشورة تحت عنوان "التعرض لبراز الحيوان وصحة الإنسان: مراجعة منهجية وأولويات البحث المقترحة"، إلى أن ما يقرب من ثلثي مسببات الأمراض البشرية وثلاثة أرباع الأمراض الناشئة من أصل حيواني المنشأ، و التي تنتقل عن طريق الفضلات الصلبة للحيوان من خلال المياه والصرف الصحي والمسارات المتعلقة بالنظافة.
تُسبب ملامسة فضلات الحيوانات العديد من الأمراض خاصة الإسهال عند الأطفال، وهو وفقًا لتقرير العبء العالمي للأمراض سبب وفاة ثُلثي الأطفال دون سن الخامسة، وذلك عام 2015، وتوصلت الدراسة أن تواجد فضلات المواشي بالقرب من الأماكن التي يسكُنها الأطفال تُسبب تقزم وتؤثر على نمو الأطفال.
وهو ما أكده الدكتور نبيل محمد بكير،أستاذ الأمراض المعدية، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج التاسعة، إذ قال إن جميع الأوبئة المنتشرة في العالم بسبب الحيوانات، مضيفًا أن روث الحيوانات يساعد في نقل الأمراض التي تُصيب الإنسان والحيوان، وذلك لتكاثر البكتيريا الضارة فيه، وتنتشر علىه الحشرات الناقلة التي تتغذى عليه، وبعد ذلك تٌلامس الإنسان وتنقل العدوى إليه.
وبحسب عيادة مايو كلينك الأمريكية يؤدي التعرض لروث الطيور والبهائم للتليف الرئوي، كما تُسبب الفضلات الحيوانات الإصابة ببعض الطُفيليات.
أما فيما يخص انتشار الدماء في الشوارع بعد ذبح الأضحية، يحذر الدكتور نبيل محمد بكير،أستاذ الأمراض المعدية، من انتشار وتناثر الدماء في الشوارع لما لها ن خطورة كبيرة على حد قوله، إذ تسبب في إصابة من حولها بعدوى فيروسية وبكتيرية خطيرة، وكذلك وضع الأيادي في الدماء ينقل الفيروسات من الحيوان للإنسان.
إجراءات الدولة للحد من شوادر بيع الأضحية
وجه اللواء مجمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، بمنع إقامة شوادر بيع الخراف والمواشي في الشوارع الرئيسية، ومنع الذبح في الشوارع وفتح المجازر الحكومية للمواطنين الراغبين في ذبح الأُضحية في المدن الرئيسية، واتخاذ الإجراءات القانونية اتجاه المخالفين.
وفي هذا السياق أصدر اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، قرار رقم 217 لسنة 2022 بشأن خطة استقبال عيد الأضحى ويحظر القرار على كافة المواطنين أو محلات الجزارة إقامة أي شوادر لعرض الذبائح الحية بالطرق العامة.
وأضاف القرار أنه في حالة المخالفة يقوم الحي المختص باتخاذ الإجراءات القانونية مع شرطة المرافق، ويتم إزالة الشادر وتحصيل مقابل إعادة الشيء لأصله 3 آلاف جنيه.
واتخذ محافظ الجيزة وأسيوط والمنيا وعدد من المحافظات الأخرى قرارات مماثلة.
تتمنى مها في أن تُطبق تلك القرارات حتى تتمكن هي وبناتها من المشي في الشارع بحرية والاستمتاع بالعيد مع الأسرة دون ضرر وضيق.