بعد مقتل سائحتين.. سلوكيات البشر هي المسئول الأول عن هجمات أسماك القرش بالبحر الأحمر
شهدت شواطئ سهل حشيش بمدينة الغردقة هجوم من سمك القرش على سيدتين واحدة نمساوية والأخرى رومانية، وتسبب الهجوم في مقتل السائحتين، ومن جانبها أغلقت المحافظة شواطئ المدينة لمدة 3 أيام لحين مواجهة المشكلة.
هجوم أسماك القرش على السيدتين في توقيت متقارب للغاية فتح الباب للحديث عن أسباب الحادث، وما هي دوافع الأسماك للهجوم.
تملك مصر ما يقرب من 50 نوعًا من أسماك القرش، اختفى أكثر من نصفها بفعل الصيد الجائر وتدخلات البشر والتلوث وتغير المناخ، بحسب الدكتور مصطفى فودة مستشار وزيرة البيئة للتنوع البيولوجي.
تشير دراسات لوزارة البيئة أن هجمات أسماك القرش في شواطئ البحر الأحمر هي الأقل عالميًا، ولا يمكن مقارنتها بما يحدث في شواطئ أستراليا أو الولايات المتحدة، ففي الفترة من 2009 لـ 2015 وقعت نحو 7 هجمات من القروش اتجاه البشر، وهو عدد الهجمات التي وقعت في عام واحد بأستراليا.
البشر المسئول الأول
وأرجعت وزارة البيئة أن اتجاه أسماك القرش للهجوم على السائحين في البحر الأحمر يعود لمجموعة من السلوكيات التي يمارسها البشر اتجاه تلك الكائنات.
فبحسب دراسة وزارة البيئة فإن الممارسات البشرية على مدى العقدين الماضيين هي السبب الرئيسي لمثل هذه الهجمات.
فأسماك القرش تتغذى على الكائنات البحرية والأسماك الصغيرة وليس لحوم البشر، وأغلب الحوادث تقع بعد محاولات لاستفزاز أسماك القرش من خلال تقديم الطعام بشكل إجباري لهم.
في 2009 وقع هجوم من أسماك القرش اتجاه سيدة فرنسية، كانت تسبح في منطقة بعيدة عن نقاط الإغاثة، وذلك في أحد شواطئ مرسى علم، وتسبب الهجوم في مقتل السائحة.
ويُعتقد أن سبب الهجوم هي القيام بمحاولات لاستفزازه ما أدى لتفاقم غضبه أو محاولات إمداده بالطعام، وما يؤدي لتغير سلوك الحيوان والبدء في الهجوم، بحسب جمعية محبي الغردقة.
سلسة من هجمات أسماك القرش عام 2010
واجهت شواطئ البحر الأحمر في عام 2010، سلسلة من هجمات أسماك القرش اتجاه السياح والغواصين، في 30 نوفمبر تعرضت امرأة تبلغ من العمر 48 عامًا للعض من قبل سمكة قرش المحيط ذات الرؤوس البيضاء أثناء الغطس في كورال باي، وتسبب الهجوم في قطع قدميها وساعدها الأيمن
وفي صباح اليوم التالي للحادث تعرض رجلان لهجوم مروّع وأصيبتا بجروح خطيرة، وكان ذلك أمام موقع رأس نصراني، وفي 5 ديسمبر، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 70 عامًا على يد سمكة قرش أبيض المحيط أثناء الغوص في شرم الشيخ.
ووفقًا لجمعية محبي الغردقة، فإن المحللون والخبراء وقتها أرجع سلسة الهجمات لإلقاء السفن للحيوانات النافقة والأغنام في البحر الأحمر، أو نتيجة لمحاولة إطعام أسماك القرش من قبل الغواصين.
السباحة في المياه العميقة
تعرضت سائحة نمساوية في 5 أغسطس 2017، تبلغ من العمر 20 عامًا، لهجوم من سمكة قرش في مرسى علم أثناء ممارستها الغطس، وخاضت على إثر الحادث عملية جراحية.
عقب أيام من الواقعة أصدرت وزارة البيئة المصرية بيانًا بملابسات الحادث، قالت فيه إن السائحة كانت ضمن 40 سائحًا سبحوا مع الدلافين في المياه العميقة متجاهلين علامات التحذير، وأثناء عودتهم قام واحد من أعضاء المجموعة بدفع سمكة قرش بدافع الخوف، لذلك عض السائحة أثناء محاولتها الهروب.
كيف يمكن تفادي هجمات أسماك القرش؟
أوصت دراسة وزارة البيئة بوضع سياج عائم في البحر الأحمر عندما يكون العمق مترين؛ للإشارة للمياه العميقة، مع بناء أبراج لمراقبة السائحين وقت السباحة بعيدًا عن الشاطئ.
يجب على السياح الإبلاغ عن أي نشاط غريب مثل العثور على سمكة كبيرة، والإبلاغ عن أولئك الذين يتناولون الأسماك في البحر، أو رمي بقايا الأسماك في الماء.
يجب على السياح أيضًا الامتناع عن السباحة في مواقع الصيد، إذ تنجذب أسماك القرش بالقرب من الشاطئ وفي المياه المفتوحة عن طريق الطُعم والمشاعر المنبعثة من الأسماك الأخرى عند صيدها.
وبحسب نصائح جمعية محبي الغردقة، فيجب تجنب الغوص عند الفجر، فجميع أسماك القرش تكون نشطة في ذلك الوقت.
حاول البقاء في مجموعة فأسماك القرش تُهاجم الغواص الذي يسبح بشكل فردي، وإذا رأيت سمكة قرش تحاول إبقائها هادئة، فلا تقم بأي تحركات مفاجئة وراقبها.
إذا شعرت بالخوف، ابدأ السباحة ببطء وهدوء باتجاه قوارب الغطس أو الشاطئ.