السفير الإثيوبي بالسودان: مستعدون للتفاوض من أجل سد النهضة
أعرب السفير الإثيوبي لدى السودان، بيتال أميرو، عن استعداد بلاده للتفاوض مع كل من مصر والسودان بشأن ملف سد النهضة، برعاية الاتحاد الأفريقي، وحل أي مشكلات "بطريقة أخوية".
كما دعا السفير الإثيوبي، من ناحية أخرى، الحكومة السودانية إلى الضغط على قوات جبهة تحرير تيغراي للعودة إلى المفاوضات.
وأكّد أميرو، في مؤتمر صحافي اليوم الإثنين، أنّ "الحكومة الإثيوبية مستعدة للتفاوض، برعاية الاتحاد الأفريقي، بشأن ملف سد النهضة مع مصر والسودان"، مضيفاً أنّه يُمكن "حل المشاكل حول السد بطرق أخوية".
وبشأن الملء الثالث لخزان السد، أكّد السفير الإثيوبي أنه "تم بنجاح ولم يتضرر السودان، ولم تكن هناك تأثيرات سلبية على دولتي المصب السودان ومصر".
وتابع: "هذا الملء خفف من تأثير الفيضانات بالسودان، رغم ادعاءات الخرطوم، قبل أيام، أن سد النهضة سيؤثر سلباً على 20 مليون سوداني".
يُذكر أنه في ـ11 أغسطس الجاري، أعلنت الحكومة الإثيوبية تشغيل التوربين الثاني في سد النهضة لتوليد الطاقة الكهربائية، ويأتي ذلك في ظل التوتر بين أديس أبابا من ناحية، ومصر والسودان من ناحية أخرى، بسبب ما تعدّه الدولتان تأثيراً سلبياً للسد على حصصهما المائية من نهر النيل.
وفي هذا الشهر أيضاً، بعث وزير الري والموارد المائية المصرية، محمد عبد العاطي، برسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، عبر الممثل الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة، بشأن "اعتزام إثيوبيا، بقرار انفرادي، استئناف الملء الثالث لسد النهضة الكبير في موسم الأمطار الحالي، والوصول بمستوى المياه إلى 600 متر في قسم التدفق السفلي للسد".
القتال في شمالي البلاد
وفي ما يتعلق بالمعارك الدائرة بين القوات الحكومية وقوات جبهة تحرير تيغراي، أكّد السفير الإثيوبي أنه "يجب على المجتمع الدولي ودول الجوار الضغط على جبهة تيغراي للتفاوض" وكذلك عدم "الاستماع إلى الادعاءات التي تقولها ضد الحكومة الإثيوبية".
كما أكّد الدبلوماسي الإثيوبي، خلال المؤتمر الصحافي، أنّ "على المجتمع الدولي ودول الجوار إدانة جرائم قوات تيغراي"، مضيفاً أن "هناك عمليات عسكرية في المناطق الشمالية لإثيوبيا سببها جبهة تيغراي".
وأضاف أنّ "على حكومة السودان الضغط على جبهة تيغراي للتفاوض لإقرار الأمن لأن أي حرب في إثيوبيا تؤثر على السودان".
وذكر أنّ "قوات جبهة تيغراي قامت بالهجوم على أقاليم عفر وأمهرة، وارتكبت جرائم ضد الإنسانية َوعمليات اغتصاب لصغار وكبار السن، وهدم دور العبادة".
وقال السفير أميرو إنّ "إثيوبيا تريد الدخول في الجولة الثالثة من المفاوضات لإعادة الخدمات الإنسانية التي دمرتها قوات تيغراي في الإقليم، وأن الحكومة أثبتت رغبتها في السلام في أقاليم تيغراي وأمهرة وعفر"، مضيفاً "إذا لم توقف جبهة تيغراي عملياتها العسكرية وجرائمها ضد الإنسانية ستكون الحكومة مجبرة على تنفيذ القانون لحفظ الأمن".
وتابع: "الشروط التي وضعتها جبهة تيغراي للتفاوض هي إعادة الخدمات المصرفية والاتصالات والمساعدة في الخدمات الإنسانية لإقليم تيغراي"، متسائلاً عن كيفية تحقيق ذلك و"الإقليم واقع خارج سيطرة الحكومة".
واستدرك قائلاً: "يجب الدخول في مفاوضات أولاً حتى نضمن عودة الخدمات المصرفية والاتصالات لإقليم تيغراي".
وفي ما يتعلق بقيام القوات الجوية الإثيوبية بإسقاط طائرة اخترقت مؤخراً الحدود عبر السودان، أكّد السفير صحة النبأ، قائلاً "لا توجد لديّ الآن صور أو فيديوهات لحطام الطائرة التي اخترقت حدود إثيوبيا عبر السودان".
وفي 27 آب/أغسطس الحالي، أعلنت الحكومة الإثيوبية أن قوات الجيش انسحبت من مدينة كوبو شمالي البلاد، لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين إثر الاشتباكات مع مقاتلي جبهة تحرير تيغراي.
ويوم الأربعاء الماضي، تبادلت جبهة تحرير تيغراي، والحكومة الإثيوبية، الاتهامات بالعودة إلى الأعمال القتالية، وتقويض الجهود الرامية لتحقيق السلام في البلاد.