رئيس التحرير
علاء الجمل

مراسلة ’’ مصر الآن ’’ تعايش ’’خطوة المشاهر’’ من اجل الإنجاب بصعيد مصر

  اذا كنت تشتاق الي الإنجاب بعد ان فقدت الامل في الأطباء والدواء فعليك ’’بخطوة المشاهر’’ التي نحفظها ابا عن جد وعايشين بها وكل من خطاها جبر الله بخاطرها واطعمها ورزقها بالذرية ،هذه الكلمات والنصائح تسمعها بين العديد من اهالي الصعيد بمختلف ثقافتهم العلمية والاجتماعية فتجد مثلا سيدة قادمة من القاهرة الي الصعيد لخطوة المشاهر’’ بعد سنوات من تناول الادوية . مراسلة ’’ مصر الآن ’’ تعايش تجربة ’’ خطوة المشاهر’’ من أجل إنجاب طفل بعد خمس سنوات من عدم الحمل واللف علي الاطباء بدون فائدة ، فنصحها اهل الخير الطيبين بعمل المشاهر من اجل الخلفة ولاسيما ان جميع الزوجات اللاتي خضن تجربة المشاهر رزقنا ’’بالحبل ’’ خلال الشهر الأول من تجربة المشاهر بأقل التكاليف مقارنتا بتكاليف الاطباء والادوية .   قررنا وضع ظاهرة المشاهر لفك عقدة عدم الانجاب أمام علماء الدين والاطباء في محاوله منا لتفسير تلك الظواهر التي يمتهنها بعض السيدات إرثا عن أمهاتهم البسطاء و يتردد عليها من غابت عنهن نعمة الإنجاب من كافة طبقات وشرائح المجتمع رغم الخلفية الاجتماعية والثقافية لبعض المترددات لعمل المشاهر، تتساوي جميع السيدات امام المشاهر، خضوعا وزلا وطمعا في حدوث ’’الحبل ’’الحمل . في البداية استقليت سيارة أجرة خاصة من موقف مدينة أسيوط ،توجهت الي احدي القري الجبلية جنوب محافظة أسيوط، قطعت نحو 60 كيلو متر من مدينة أسيوط حتي وصلت الي مدخل القرية وسالت أحد المارة من اهالي القرية ، فدلوني بسرعة فائقة الي منزل سيدات المشاهر بجوار مسجد "سليم "امام مقابر القرية ، وهم ثلاث سيدات ،فاخترت اشهرهم وأقدمهم واكبرهم سنا و هي ’’ام يوسف ’’ توجهت الي منزلها بصبحة صديقتي التي قامت بتوثيق رحلتي مع’’ المشاهر’’ وعند طرق الباب فتح لنا رجل بسيط اسمر الوجه هو زوج السيدة ،مرحبا بنا دون سؤالنا ماذا نريد وكانه يعلم المهمة التي جعلتنا نطرق بابهم واسرع قائلا’’ يام يوسف ’’تعالي بسرعة وخرج ولم يعد ،كانت الساعة تقترب من الثانية عشر وبدء شعائر صلاة الجمعة ،فاسرعت السيدة وامرتني بالجلوس علي كنبة خشبية وخرجت مسرعة وعادت خلال دقيقتين بجريدة خضراء من سعف النخيل وقامت ابنتها التي تبلغ من العمر 16 عام تقريبا ،بمناولتها المقص وقامت بقطع الجريدة وصنعت منها اثنين من المشاهر الخضراء ،فتلك اللحظة كانت ابنتها تمسك بحلة صغيرة من الالومنيوم وبها كميه من المياه الغير نقيه وبها ’’المشاهر’’ وصنية شاي صغيرة ولقمة عيش وملح . بدء عملية المشاهر وقالت لي استعدي فوقفت في وسط الغرفة ،صديقتي المصورة تجلس علي الكنبة ،فالقت السيدة بالمشاهر الخضراء التي صنعتها من سعف النخيل في داخل حلة صغيرة ، وعددهم اثنين ، وأمرتي ان اخطيها سبع مرات ففعلت ، وامرتني بالجلوس امامها والتقاط المشاهر واحدة تلو الاخرة ومصها بلساني ووضعها في الصنية ففعلت ، وهنا شعرت بالاقرف من مص المشاهر وهي في مياه غيرر نقيه لكني فعلت من أجل توثيق رحلتي لرصد تفاصيل ظاهرة ’’خطوة المشاهر’’ المنتشرة بصعيد مصر، ويتردد عليها من اشتاقوا للخلفة والانجاب بعدما فقدوا الامل في العلاج الطبي ، وكانت المشاهر عبارة عن قواقع بحرية 12 قطع مختلفة الاشكال والاحجام، ثم امسكت بحلة المياه واخذتني الي الحمام وامام باب الحمام ،اعطتني حلة المياه وامرتني بالتشطيف بالمياه ووضعها داخل الرحم ووضع جزء من المياه علي بطني وصدري ، اغلقت باب الحمام ولم افعل ولكني اخبرتها انني فعلت ، وهنا لابد من طرح عدة اسئلة اولها هل المياه التي تبدو معكرة وغير نقيه بهاء شيئا ما مثل مني رجل او ادوية علاج عدم الانجاب او بعض المنشطات ؟؟؟ . بدء عملية الدورة في المقابر ثم اصطحبتني الي ’’ الدورة ’’ وهي المرحلة الثانية من عملية ’’خطوة المشاهر’’وهي عبارة عن لف المقابر من جهة اليمين ثم جائت امام احدي المقابر العادية والقت بالمشوهرة الخضراء مغروسة في لقمة عيش وبعض من ملح الطعام علي الارض وطلبت مني ان اخطيها سبع مرات ،ففعلت ،ثم اكملنا الدورة وسط المقابر حتي خرجنا الي الطريق ،وهنا استوقفتني ،قائله كدة المشاهر انتهت وان شاء الله هتحبلي خلال شهر وتيجيئ لي بالحلاة وانذري لي نذر فواعدتها بخروف في حال اني ’’حبلت ’’ وحصلت علي اجرها من المال وودعتني وسط تأكيدات بحدوث الحبل خلال شهر. ماهي المشاهر وشروط نجاح عملية خطوة المشاهر المشاهر عبارة عن 12 قطع مختلفة الاشكال والاحجام تبدا بقطعة كبيرة وتنتهي بقطعة صغيرة ، تشبه القواقع البحرية ، صاحبة المشاهر لا تعرف من اين تاتي تلك المشاهر ولكنها توراثتها عن امها عن جدتها منذ مئات السنين ، مشاهر خضراء تصنع من جريد النخيل ،لقمة عيش وبعض من ملح الطعام ونحو لتر من المياه ،توضع به المشاهر ،عندما سالت السيدة ،ام يوسف، عن المياه التي توضع بها المشاهر والتي تستوجب التشطيف بها ويستحب ادخال المياه الي الرحم .اجابت السيدة إنها مياه من الحنفية ، ويجب ان تكون المرأة علي غير الحيض وتقام خطوة المشاهر يوم الجمعة وقت إقامة شعائر صلاة الجمعة . بعد ان تركت السيدة ام يوسف ، توجهت الي، أم فوزي ، بهدف توثق عملية خطوة المشاهر،مرة اخري ، وطرقت بابها،واخبرتها اني متزوجة منذ خمس سنوات ولم ارزق بالاطفال بعد ان زهقت من تناول الادوية والاطباء اكدوا انه ليس لديا موانع للحمل ،علي الفور قالت استعدي وقطعت من امام باب بيتها جريدة خضراء من سعف النخيل واحضرت المشاهر والمياه والملح وبدئت التجربة الثانية في خطوة المشاهر. بعد الانتهاء من مراسم عملية خطوة المشاهر داخل منزل السيدة ’’ام فوزي’’ ، والتي لم تختلف عن مراسم خطوة المشاهر التي قامت بها ’’أم يوسف ’’توجهت بي الي الدورة في المقابر ،مع وعد وتاكيدات منها باني سوف ’’احبل’’ خلال شهر،اعطيتها اجرها وغادرت القرية وانا كلي يقين اني سوف احمل خلال شهر، ولم تنسي السيدة ان تذكرني بحلاوته حال حدوث الحمل واخذت تذكر انوع الهدايا التي تحصل عليها من السيدات التي رزقهن الله بالخلفة بعد خطوة المشاهر علي يدها . وقالت الدكتورة آمنة نصير ،أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر الشريف ،مسالة الاعتقاد في تلك الامور من سحر وعكوسات او ورق شجر او كتابات ،هذه قضايا قديمة متجددة وان دلت علي شئ فانها تدلت علي الجهل والامية وفي بعض الاحيان يحدث لها نجاح وهنا نعول تلك الظاهرة القديمة المتجددة الي علم النفس، أي التآثير النفسي علي الشخص وهنا تكمن الخطورة تأثير جسدي نفس اخلاقي وإيحاءات تقبل وترفض علي مدي مهارة من يقوم بها . واذا عدنا للنص القرأني في تلك التجربة ، ننظر لقوله تعالي ’’ونفس وما سواها الهمها فجورها وتقواها ’’ ففجور النفس عندما تنحرف حدث ولا حرج، يستطيع هذا الفجور ان يوجهها الي اي تصرفات لا تتفق مع المنطق او الطب ولكن مع انحراف النفس هناك امور كثيرة مازالت محل البحث الي يوما هذا ،مازالت هذه النفس البشرية معقدة امام التحليل النفسي والاخلاقي وحتي ما يحدث لنجاح مثل تلك التجربة وتجاوب النفس البشرية معها ،يعود الي غلبة الامية والجهل. و في تاريخ العرب القديم، كم كانت لهم كثيرا من هذه المظاهر الخارقة وكان يتم التلاعب ببعض النفوس البشرية من قبل اصحاب هذه التجارة التي حرمها الاسلام ، حتي انه من ياتي عرافا او ساحرا ويصدق ما يراه يخرج من المله . وتابعت ،الاسلام حرم هذه الظواهر لقوله من تعالي من أتي عرافا او ساحرا وصدق ما يراه يخرجه من الدين ،لانه بهذا الاعتقاد أشرك بالله،و العقيدة الصحيحة ’’ لو اجتمع الانس والجن علي ان يضروك بشيئ فلن يضروك الا بشيئ قد كتبه الله عليك . وقال دكتور محمود مهني، عضو هيئة كبار العلم بالازهر الشريف ، ’’خطوة المشاهر’’ عادات بالية قديمة ويمشي عليها بعض المصريين حتي الان وانصح الناس الاخذ بالاسباب وتآخر الحمل يحتاج الذهاب الي الطبيب للفحص والعلاج هي وزوجها وان اخبرهما الطبيب بعدم وجود عائق طبي وتعثر العلاج فيجب ان يخبرهما الطبيب بان الامر بيدي الله وحده .لقوله تعالي ’’ يهب لله ملك السماوات والارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير ’’ سورة الشوري الآية 49-50 ، ولكن ان يخطا الحجر او الطوب فهذا من العادات والتقاليد الفراعنة البالية . وأختتم ، مهني، كلامه بقصة لامرأة تدعي أم حمزة ، التي كانت تنجب البنات فغضب زوجها فتزوج عليها إمرأة اخري أنجبت البنين ،فهجر أم حمزة ،خرجت ذات يوم فوجدته عند المرأة الثانية فقالت ابياتا من الشعر، مال أبا حمزة لا ياتينا الا لعيب فينا اما اننا لا ننجب البنين ،انما نحن كالزرع لزارعه ننبت ما قد وضع فينا.   المشاهر ’’هي مهنتنا تورا ثناها أب عن جد ونعملها لله ولخدمة الناس وربنا يرزقنا منها خير الرزق لاني جميع من قصدنا وعملنا له المشاهر رزق بالانجاب وعاد لنا بالهدايا والنذور’’ ، هكذا قالت صاحبة المشاهر ، التي وعدتني بالحبل خلال شهر وطالبتني وحلفتي بالعودة لها بالبشرة والحلاوة ، بعد ان تجرعت تجربة مص المشاهر بلساني واستلام المشوهرة الخضراء داخل لقمة عيش بلدي مغموسة بالملح والدورة بين المقابر ، انتهت رحلتي مع المشاهر بوعد من صاحبة المشاهر بالحبل خلال شهر وقطعت هي عليا وعد بالحلاوة وهي خروف حال حدوث الحبل ’’الحمل’’.