مصر ومستجدات المنطقة
مصر رمانة الميزان في المنطقة لبعدها الثقافي ولجذورها العميقة الممتدة منذ آلاف السنين بحلاوتها ومرارتها.
كما أننا نجد أن الخريطة السياسية في المنطقة في تغير دائم بعد الثورات العربية التي أتت بعدة عواصف بعضها أمشيري وبعضها ثلجي والبعض يصاحبة أمطار غزيرة وخصوصاً بعد انتهاء الحقبة الرئاسية لأوباما وكوندليزا رايز ثم ترامب وآخرها بايدن الموجود الآن في كرسي الرئاسة الأمريكية.
وقد اجتازت مصر جميع العقبات في ظل قيادة الرئيس السيسي وتم ضرب الإخوان في معاقلهم بعد أحداث 25 يناير 2011.
والسياسة الخارجية الأمريكية لا تزال مقيدة بخريطة شرق أوسطية أضيق من الخريطة السياسية الفعلية. وهي خريطة صارت، فالخريطة القديمة لا تلم بالواقع الموجود حالياً.
ومنذ عامين كانت هناك مجابهة بين مصر وتركيا في ليبيا وقد تم الوقوف في وجه الغطرسة التركية بعد مساعدتها للإخوان ودعم الجماعات الإرهابية في الشرق الليبي وتهديداتها المتكررة لمصر الحبيبة
ومن جهة أخرى كان هناك احتقان دائم بين مصر وقطر ووجود جليد كثيف في العلاقات المصرية القطرية.
وتغيرت الأحداث عند اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتغيرت الخريطة السياسية والاقتصادية العالمية وحدث تجاذب بين الدول المتنافرة لأن المصالح تغلبت على الخلافات وحدث تقارب صيني سعودي إيراني وهناك رغبة سعودية للدخول في العصر النووي بمساعدة صينية بعد إنشاء مصنع الصورايخ البلاستيكية بمساعدة الصين.
وبداية البرنامج النووي السعودي والتوافق مع البرنامج النووي الإيراني والذي هو ضد مصالح إسرائيل
ومن جهة أخرى قامت السعودية بمساعدة ودعم تركيا بخمسة مليارات دولار بعد الزلزال الكارثي في تركيا
كما أن هناك تحالفاً صينياً روسياً يقابل التحالف الأوروبي الأمريكي ضد روسيا .
كل تلك المتغيرات تجعلنا نعيد قراءة الخريطة السياسية والجيوسياسية على أرض الواقع.
وقد بعض الأحداث التي طرأت على العلاقات المصرية السعودية الإماراتية وهناك من يقوم بتأجيج هوة الاختلافات في وجهات النظر لكي يشعل أزمات بين الأشقاء واستغلال الظروف الاقتصادية المصرية بوجود إعلام معاكس ضد الدولة المصرية من خلال قنوات يقوم بتمويلها بعض الخونة وبعض الدول المعادية مع وجود إعلام مصري لا يرتقي إلى تحمل المسؤولية الوطنية.
كل هذه التحديات تواجهها مصر ويجب علينا قراءة الأحداث بعناية حتى يتم التعامل معها على أرض الواقع ووفقا لمقتضيات المصالح التي تكون في صالح الوطن.
