اخطاء مسلسل سره الباتع
كوتشي وجبنة.. باحث تاريخي يكشف عن أخطاء إخراجية بمسلسل "سره الباتع"
انتقادات عديدة تعرض لها صناع مسلسل سره الباتع، بعد عرض أولى حلقاته خلال الموسم الرمضاني الجاري، حيث لاحظ الجمهور وجود أخطاء تاريخية بالعمل.
وعلق وسيم عفيفي الباحث في التراث، على هذا الأمر حيث قال أن مسلسل سره الباتع ليس عملاً تاريخيًا صِرْفًا مثل الإمام الشافعي على سبيل المثال نطبق عليه التاريخ بحذافيره، بالتالي ينبغي أن لا نصفنه على أنه عمل تاريخي، مشيرًا إلى أن المأزق الذي وقع فيه منتقدي المسلسل هو اعتباره عملاً تاريخيًا، بينما محبي المسلسل اعتبروه عملاً لإنصاف مصر في فترة الحملة الفرنسية.
وأوضح وسيم في تصريحات خاصة لـ"مصر الآن" أنه مع ذلك ينبغي للمسلسل أن يلتزم بالبناء العام للتاريخ حتى تكون الحبكة الدرامية منضبطة، والمسلسل به أخطاء يمكن تقسيمها إلى 3 أقسام.
وأوضح وسيم عفيفي أن النوع الأول من الأخطاء هو الأخطاء التي خالفت التاريخ فأثرت على حبكة المسلسل، ويظهر ذلك في الحلقة 3 من المسلسل بمشهد دخول نابليون لقرية شطانوف، فقد أشعرنا أن الحملة جاءت أولاً على الدلتا، في تجاهل تام لما جرى في الإسكندرية كوصف على الأقل وليس بالضروري تصوير ذلك إنتاجيًا.
خطأ آخر يخل بالبناء الدرامي للمسلسل وهو أن في الحلقة 3 لم يتم إظهار نهب الفرنسيين للقرى، وربما سيظهر ذلك لاحقًا لكن كان ينبغي الإشارة إلى ذلك؛ بالإضافة إلى أن هناك ظلم كبير حدث لمعركة المماليك في الدلتا.
وتابع وسيم في هذا الخطأ حديثه قائلاً "الحلقة 3 أظهرت أهل القرية أنهم يصرخون ويولولون على ذويهم، مع أن الدلتا في أول معاركها وهي معركة شبراخيت، كان عدد الفلاحين أكثر من الفرنسيين وكان ذويهم من النساء يقاتلون وقد سببوا للفرنسيين خسائر فادحة".
واستكمل حديثه قائلاً: "النوع الثاني من الأخطاء هي الأخطاء المتعلقة بتشويه الحيز الزمني والمكاني للتاريخ، فالمسلسل وإن لم يكن تاريخيًا لكنه بعض ديكوراته فيها مشكلة مثل مشهد السفرة في الحلقة 2 من المسلسل، وهذا أيضًا خطأ كبير لأن المصريين لم يكونوا يعرفوا السفرة وإنما الطبلية".
وعن النوع الثالث من الأخطاء قال وسيم: "خطاء فنية تقنية، مثل ظهور جبنة عبور لاند في أجواء الثمانينيات بالحلقة الأولى، وظهور الكوتشي في الحلقة الرابعة".
و أشار وسيم إلى أن هناك أشياء يمكن لها أن توصف بالخطأ لكن فنيًا تكون مقبولة مثل المنديل بأويه فقد جاء ذكره في تاريخ الجبرتي مما يؤكد معرفة المصريين به، فضلاً عن أنه لا يشوه بصريًا التيمة الشكلية للمشهد، وينطبق ذلك أيضًا على الملابس القطنية والتي كان المصريين يرتدونها طبقًا لوصف علماء الحملة الفرنسية، مشيرًا إلى أن الكارتة تندرج في إطار الأخطاء لكن مقبولاً نوعًا ما لأنها لم تشوه الشكل العام للمشهد، مع التأكيد إلى أن الأفضل إيجاد بديل مناسب للمرحلة الزمنية.
واختتم وسيم عفيفي تصريحه قائلاً: "مثل هذه الأعمال ينبغي أن تُحْتَرم حتى لو كان فيها أخطاء بشرط أن تحترم عقل المشاهد، وبالتالي طالما أن المسلسل يُحْدَث جدلاً يؤدي إلى المعلومات فهذا من ضمن الأشياء التي تُحْسَب للمسلسل وهو أنه جعل الناس تبحث وتسأل؛ وينبغي على صناع العمل إدراك ذلك، فليس هناك تربصًا به ولا مؤامرة عليه".