أفعل التفضيل
من حق أى إنسان أن يعتبر أمه التى ولدته وأرضعته وتعهدته بالعناية والرعاية وسهرت بجانبه ... من حقه أن يعتبرها الأم الأعظم بين كل أمهات الدنيا بل ومن حقه أن يعتبرها الأجمل بين كل نساء الأرض ويعتبرها الأمهر فى طهى الطعام بين كل طاهيات العالم....وفى هذا الخصوص نعطى لأفعل التفضيل التى جادت بها لغتنا العربية تعظيم سلام ويكون من حقنا أن نصف لغتنا الجميلة بأنها اللغة الاجمل والأدق بين كل لغات العالم..
غير أن الوقوع فى غرام وإدمان أفعل التفضيل لا يكون دائما بالشيئ الصحيح ولا المفيد...فمن غير المعقول أن يطالب كل أب إبنه بأن يكون الأذكى والأشطر والأول على كل أقرانه دون النظر إلى قدراته وقدرات الأخرين فالأفضل أن يطالب الأب إبنه بأن يطور نفسه ويحقق نتائج أفضل من التى حققها من قبل أو بالأحرى مطالبته بالتفوق على نفسه..
وليس من المعقول أن نطالب منتخبنا لكرة القدم بأن يكون الأفضل بين كل المنتخبات التى تلعب فى كأس العالم علما بأن منتخبنا لم يتأهل من أصله لكأس العالم....وليس من المعقول أن يحلم فريق حى القصيرين بتحطيم الأرقام القياسية فى الفوز ببطولات كرة السلة التى يتنافس فيها العمالقة.
التعامل مع أفعل التفضيل يجب أن ينطلق من قاعدة: على قدر لحافك مد أرجلك....فمن حق من يملك فوائض المال التى يصعب حصرها وعدها أن يشتري الحمام ويستمتع بطيرانه ويبنى أطول برج ويشتري أكبر سجاده ويبنى أطول سارية علم ويضيئ أضخم نجفة ويصنع أكبر فطيرة ويمد أطول مائدة طعام...اما صاحب الموارد المحدودة والإلتزامات التى تنوء بحملها الجبال فعليه أن يتعامل بتحفظ مع أفعل التفضيل احتراما لطول لحافه وتقديرا لأعظم شعب وأكثرها صبراً وتحملاً وأن يلتزم بفقه الأولويات فيعطى الأولوية والأفضلية لما يهم الأغلبية ويخدمها....وهنا من حقه أن يحلم بأن يكون لدينا المدارس الأفضل والجامعات الأرقى والمستشفيات الأكبر والأطباء الأكفأ والممرضات الأكثر رحمة....فحتى افعل التفضيل تزداد قيمة وموضوعية اذا ما راعت القدرات والأولويات.