مصر التي في الإعلانات
التليفزيون فى رمضان زحمة يا دنيا زحمة فكم القنوات والفضائيات هائل وكم المسلسلات هائل يصعب جداً متابعتها خلال الشهر الفضيل خاصة مع كم الإعلانات المهول الذي يعكر مزاج من يتصدى ويغامر بمشاهدة أى مسلسل... وبعيداً عن كم الإعلانات المهول وبعيداً عن تقييم المسلسلات تقيماً عادلاً الأمر الذي لا يستقيم إلا بمشاهدة متأنية....فإن الإنتاج الدرامى الغزير شيئ محمود فالمسلسلات المصرية تعرض فى معظم القنوات والفضائيات العربية...ولا شك أن الدراما المصرية والفن بصفة عامة من عناصر القوة الناعمة المصرية...وصناعة الدراما يمكن أن تصبح من أهم الصادرات المصرية ومن مصادر العملة الصعبة نعود للإعلانات التى تبث بكثافة وبالحاح يصيب المشاهدين بالملل بل والغضب....معظم الإعلانات الرمضانية تجعلنا أمام بلدين وأمام شعبين وأمام مصر مختلفة تماماً عن مصر التي فى خاطري وفى فمي التي أبدعها أحمد رامي ورياض السنباطي و شدت بها أم كلثوم الإعلانات تجعلنا نتساءل نحن فى أي مصر بالضبط....مصر التي تكافح العوز والفقر وتطلب وبإلحاح شديد المعونات والتبرعات للمرضى من الأطفال والكبار... ام مصر المنعمة المرفهة بمنتجعاتها السياحية والسكنية التي تزدان بأندياتها الرياضية وألعابها الأولمبية وملاعب الجولف على إمتداد البصر ومولاتها الفارهة والمبهرة... الإعلانات في جانب منها تقول نعم لدينا أزمة إقتصادية تتطلب التكاتف والتعاون على البر والتقوي لتوفير الطعام والعلاج للفقراء والمساكين وإنقاذ الغارمين...وفي جانب آخر تقسم الإعلانات بالله العظيم أن كل الأمور تمام التمام ومثل الفل أو زي الفل والناس سعيدة ومقبلة على الحياة ومستمتعة بالرفاهية او بالأحري الناس هايصة ورغم ما تسببه الإعلانات الكثيفة من تعكير مزاج مدمني المسلسلات والريموت كنترول وما تثيره من تساؤلات....ستظل مصر فى خاطري وفى فمي وسأظل أحبها من كل روحي ودمي في كل أحوالها