هل العيد الجمعة أم السبت؟ المختصر حول موعد عيد الفطر 2023
ينتظر ملايين المسلمين حول العالم، موعد تحري هلال شهر شوال 2023، وبدأت الأسئلة تدور حول موعد عيد الفطر المبارك 2023، وهل سيكون عيد الفطر 2023 الجمعة أم السبت؟، بعدما أصاب خبراء الفلك الدولي بالشكوك واقترب نهاية شهر رمضان الكريم.
موعد عيد الفطر
وأوضح مركز الفلك الدولي، في بيان له، أن دول العالم الإسلامي ستتحرى هلال شهر شوال (عيد الفطر 1444 هـ) يوم الخميس 20 أبريل 2023 م، ورؤية الهلال في ذلك اليوم غير ممكنة بالعين المجردة أو بالتلسكوب من كافة أنحاء آسيا وأستراليا، بينما لا يمكن إلا باستخدام التلسكوب وبصعوبة من الأجزاء الغربية لقارة إفريقيا وأوروبا، وممكن بالعين المجردة بصعوبة في الأجزاء الغربية من القارتين الأمريكيتين.
وبما أنه من الممكن "رؤية الهلال" بواسطة تلسكوب من بعض المناطق في العديد من الدول الإسلامية، وذلك في يوم الخميس القادم، وبما أن الاقتران يحدث قبل غروب الشمس والقمر بعد غروب الشمس، في كافة المناطق الإسلامية، فمن المعتاد في مثل هذه الظروف، بالنسبة لمعظم دول العالم الإسلامي، الإعلان عن بداية الشهر في اليوم التالي، وبالتالي من المتوقع أن تعلن الكثير من الدول عيد الفطر يوم الجمعة 21 أبريل.
ولكن هناك عدد من الدول التي تتطلب رؤية صحيحة بالعين المجردة فقط أو تتطلب رؤية محلية صحيحة، حتى باستخدام التلسكوب، وهي دول قليلة، فمن المتوقع أن يكون عدد رمضان 30 يومًا وعيد الفطر يكون يوم السبت 22 أبريل.
وتجدر الإشارة إلى انتشار دلالات غير دقيقة في بعض التصريحات، حيث فرقت بين بداية الشهر فلكيا وبدايته شرعيا، فقيل العيد فلكيا يوم الجمعة وشرعيا يوم السبت. ولا نميل لهذه التفرقة لعدة أسباب. فأما فلكيا، فإنه ليس من اختصاص الفلكيين تحديد الشروط اللازمة لبدء الشهر، فهذه أمور فقهية لها أهلها ومختصوها، فكما أننا كفلكيين لا نقبل أن يتدخل الفقهاء بتقييم صحة الشهادة من الناحية العلمية، فإنه لا يجوز لنا كفلكيين أن نقحم أنفسنا في أمور هي ليست من اختصاصنا ولا نفقه فيها. فالمحدد لمعيار بدء الشهر هم الفقهاء. وأما إن كان المقصود هو "حسابيا"، فالعيد الجمعة بحساب الاقتران وهو السبت أيضا بحساب الرؤية! إنه شهر واحد فقط، يحدد معياره الفقهاء ويحسبه الفلكيون بناء على معيارهم.
وبالعودة إلى قول الفقهاء، نجد أن جلهم يخبروننا بأن المعول عليه هو رؤية الهلال وليس مجرد وجوده، وبالرجوع للآية الكريمة، لا نجدها قالت يسألونك عن القمر أو المحاق، بل قالت صراحة: {ويسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج}، والقمر لا يسمى هلالا إلا إن رآه الناس واشتهر ذلك بينهم. ونقتبس قول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد حيث قال: "قول شيخ الإسلام رحمه الله: إن الهلال اسم لما استهل بين الناس، والشهر هو ما اشتهر بينهم، بناه على جملة من الأدلة، وهي :الأول: أن الله سبحانه وتعالى علق أحكاما شرعية بمسمى الهلال، والشهر: كالصوم والفطر والنحر، فقال تعالى : (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) . فبين سبحانه أن الأهلة مواقيت للناس والحج. والهلال مأخوذ من الاستهلال وهو رفع الصوت، والشهر مأخوذ من الاشتهار. فما لم يستهل الناس به، ولم يشتهر بينهم، فلا يكون هلالاً ولا شهراً ."
ومن جانبه قال الشيخ عبد الله آل محمود المفتي السابق ورئيس المحاكم الشرعية والشئون الدينية رحمه الله : "قد ثبت بالتجربة والاختبار كثرة كذب المدعين لرؤية الهلال في هذا الزمان؛ وكون الناس يرون الهلال قويا مضيئا صباحا من جهة الشرق ثم يشهد به أحدهم مساء من جهة الغرب وهو مستحيل قطعا، ويشهدون برؤيته الليلة ثم لا يراه الناس الليلة الثانية من كل ما يؤكد بطلان شهادتهم.. كما شهدوا في زمان فات برؤية هلال شوال وأمر الناس بالفطر فأفطروا، وعند خروجهم إلى مصلى العيد لصلاة العيد انخسفت الشمس والناس في مصلى العيد ... فالاستمرار على هذا الخطأ الناشئ عن الشهادات المزورة لا يجيزه النص ولا القياس، ولن نعذر عند الله وعند خلقه بالسكوت عنه.. فلأن نخطئ في التوثق والاستحياط أولى من أن نخطئ في التساهل والاستعجال."
واستكمل: "إن الهلال لن يُطلب من جحور الجرذان والضبان بحيث يراه واحد دون الناس كلهم! وإنما نصبه الله في السماء لاهتداء جميع الناس في صومهم وحجهم وسائر مواقيتهم الزمانية؛ {ويسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} وما كان ميقاتا للناس لزم أن يشاهدوه جليا كمشاهدتهم لطلوع الفجر عندما يريدون الإمساك للصوم وعندما يريدون صلاة الفجر... فيا معشر علماء الإسلام أنقذونا وأنقذوا أنفسكم وأنقذوا الناس معكم من هذا الخطأ المتكرر كل عام حتى صار عند أكثر الناس من المألوف المعروف."