الحب الحقيقي
بعيدا عن ما يحدث فى القدس الشريف وممارسات القوات الاسرائيلية وقطعان المستوطنين ضد المصلين والمعتكفين بالمسجد الأقصى فى هذه الايام المباركة...وهو الامر الذي نقابله بالشجب والادانة والكلام الساكت(على رأى الاخوة السودانيين) ولا نملك تجاهه الا الدعاء لله بأن يثبت اشقائنا الفلسطنيين المتمسكين بالقدس والمدافعين عن المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين ومسري سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم
وبعيدا عما يحدث فى السودان الشقيق اخت النيل وعمق مصر الاستراتيجى...هذا الذي ادمى قلوبنا واطار النوم من عيوننا وجعل كل أئمة المساجد فى أنحاء مصر وربما فى أنحاء الوطن العربى والإسلامي يدعو الله فى صلاة القيام والتهجد بأن يجنب السودان الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يلهم الاطراف المتصارعة الحكمة وان يعودوا الى رشدهم ويغلبوا مصلحة السودان وشعبها وان يتجنبوا الطوفان واغراق السفينة بأهلها.
وبعيدا عما بدر من جماهير الاهلى تجاه شيكابالا اثناء مباراة لم يكن لاعب الزمالك ليس طرفا فيها والذي يدل على أن بعض المتعصبين والمهوسين يكرهون شيكابالا لاعب الفريق المنافس كراهية عمياء ويعتبرون إهانته وعائلته واجب وطنىي وفرض عين على كل مشجع محب للاهلى
بعيدا عن كل ذلك تعالوا نتوقف عند الحب الحقيقى...الحب الحقيقى الذي يجعل الكل فى واحد ويجعل أنا أنت وأنت أنا...الحب الحقيقى الذي لا يعرف مواسم ولا يعترف بمصالح...هو عابر للزمن والمكان ويفيض على القلوب راحة وطمانينة وسلاما...
أعظم درجات الحب هى حبنا لله خالقنا ورازقنا وحب الله لنا...ذاك هو الحب الاعظم الذى يسعى اليه اصحاب القلوب السليمة...وفرع من هذا الحب حبنا لسيدنا رسول الله الله حبيب الله ومصطفاه عليه الصلاة والسلام
والحب الحقيقى بين الافراد وحتى بين الدول هو ما تتوافق افعاله مع اقواله...فمن يحب بصدق حريص على مصلحة من يحب...ومن يحب بصدق لا يستغل ظروف واحوال معينة لتحقيق مكاسب والاستحواز على مقدرات من يقول انه يحبه بثمن بخس فالحب الحقيقى اثمن واغلى وابقى من كل اموال قارون....
والحب الحقيقى يعنى توافق ما نعلنه مع ما نبطنه فليس من المعقول ان نسمع أحلى كلمات الحب ثم نكتشف أن قائلها يعمل ضد مصالحنا ويحرض ويشجع من يعملون ضد مصالحنا ومن يناصبوننا الكراهية...ذاك سلوك بعيد كل البعد عن الحب الحقيقى وبعيد كل البعد عن ميراث الحكمة العربية
اللهم وفقنا لنعيش بالحب ولننعم بحبك وحب رسولك الكريم وحب اولادنا واحفادنا وأصحاب الحقوق علينا...اللهم أنعم على قادة الدول العربية والاسلامية بالحب الحقيقى واجعلهم يتمثلون باصحاب الحبيب المصطفى الذين كانوا اشداء على الكفار رحماء بينهم