إشارة وبشارة ..ومازال القتال مستمرا !
من القاهرة ، أطلقنا الإشارة الحمراء ممن يصدر الأمر في الجيش المصري إلى من يهمه الأمرفي " مطار مروي " في رسالة لها مابعدها : " سلامة وكرامة أبنائنا الجنود المصريين خط أحمر، والقيادة العامة للقوات المسلحة المصرية تتابع أوضاعهم ساعة بساعة حتي يتم إنهاء احتجازهم بأسرع وقت ممكن ".
لتليها أكثر من إشارة لعلها بشارة ،الأولي صفراء من " مطار مروي " تقول : " الجنود المصريون بخير وهم إخوة لنا وفي مكان آمن وسيتم تسليمهم عندما تهدأ المعارك "، بما يعني أن رسالة الجيش المصري قد وصلت لمن يعنيه الأمر، وجاري تنفيذ المطلوب ،،
ومن الخرطوم ،جاءت الإشارة خضراء رغم تضارب الأنباء إلى أن الجيش السوداني يتجه الى الحسم بقيادة الفريق البرهان بعد سيطرته على الخرطوم وعموم السودان ، خصوصا على "مطار مروي" والولايات ، مع تساقط سريع لقواعد ميليشيا " التدخل السريع "والقبض على قائدها واستسلام الآلاف من عناصرها ، وسفر" دجلو" الى واشنطن وأديس أبابا طلبا للهدنة و للتدخل الدولي فيما يشبه ‘إعلان هزيمة !
لكن الرسالة الخضراء التي طمأنت الشعب المصري ، جاءت من القاهرة على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى في إجتماعه مع أعضاءالمجلس الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة شهررمضان المبارك تبشر بشيئين ، الأول " أننا نتابع التطورات في السودان الشقيق دون تدخل أو انحيازونتمنى له الأمن والوحدة والسلام ،، مثلما نتابع الأوضاع المتعلقة بأبنائا الجنود وقد تأكدنا من سلامتهم ".. لكن تبقى الطمأنينة مؤقتة إلى أن يعودوا سالمي
والثاني هو " أننا نتمنى عودتهم في أسرع وقت ".. وربما لم يقرأ زعيط ومعيط ونطاط الحيط من المرجفين في البلد ماوراء " التمني" في الرسالة الخضراء لأنهم لا يعرفون القراءة ، حيث يبدو المعني على الجانب الآخر الفي الرسالة الحمراء المسكوت عنها بأننا " نتمنى " ألا يختبر صبرنا أو يأمن ردنا أحد إذا حاول إثارة قلقنا أواستفزازنا بشأن سلامة وكرامة أبنائنا ".
والأخيرة إشارة زرقاء يختلط فيها الأصف بالأخضرعلى لسان" الجنرال دجلو" قائد مايسمى " الدعم السريع في تصريح لقناة " سكاي نيوز": مؤكدا أن الجنود المصريين بخير، ونقلوا إلى الخرطوم بمكان آمن حفاظا على سلامتهم ، وهم ليسوا محتجزين ، وسيتم ترتيب تسليمهم في أسرع وقت حينما تسمح الظروف !"
يحدث هذا بينما لايزال الحريق الذي اندلع في السودان الشقيق بسيناريو المؤامرة لتفكيك السودان مستمرا ،، وفيما الاقتتال مايزال مستمرا في عاصمته المثلثة بسيناريوالفتنة لتفكيك الجيش الوطني وإسقاط الدولة في الفوضى لشد أطراف الوطن العربي بأدوات سودانية استكمالا للمشروع الصهيوني القد يم " حلف المحيط " !
ولمن يريد أن يتذكر، أشير إلى أنه في خمسينات القرن الماضي وفي أعقاب الوحدة المصرية السورية وقيام "الجمهورية العربية المتحدة " التي وضعت إسرائيل "بين فكي كماشة " بتعبير دافيد بن جوريون رئيس الحكومة الصهيونية حينذاك، ولمحاولة الخروج من الكماشة المصرية السورية قررعمل كماشة إقليمية أوسع تحيط بالجمهورية المتحدة من الشمال والجنوب وتشد أطراف الوطن العربي من دول جواره الإسلامي والأفريقي ..
وتمت لقاءات سرية بين سفيري إسرائيل وأمريكا مع مسئولين أتراك وإيرانيين لشد أطراف سوريا والعراق بالورقة الكردية في شمال "المتحدة"، ومع مسئولين في إثيوبيا ، والسودان بحكومة عبد الله خليل التابع للإنجليز أسفرت عن تشكيل الحلف ،،
وبينما نجح الحلف مع أنقرة أديس أبابا وطهران حينذاك ، فلقد فشل في الخرطوم للعب بالورقة الحدودية والنيلية بعد الانقلاب الوطني بقيادة "الفريق إبراهييم عبود" في أكتوبرعام 1958 الذي أنقذ السودان ومصربتأييد الحزب الاتحادي المؤيد للوحدة مع مصر،،
والذي توجه فورا إلى القاهرة ليكشف للرئيس جمال عبد الناصر أسرارالمؤامرة الصهيوأمريكية ل "حلف المحيط " ضد مصروسوريا والسودان ، والذي هو في الطريق للسقوط الآن بالمصالحة السورية التركية وبين السعودية وإيران.. فهل ينجح الفريق البرهان قائد جيش السودان من إسقاط المؤامرة القديمة الجديدة ضد مصروالسودان ؟!