«المقامر والجنرال».. خطة ساويرس وحميدتي للحصول على الذهب السوداني
فور اندلاع الصراع المسلح على السلطة داخل الأراضي السودانية، انحازت أغلبية الدول والشعوب إلى الجيش السوداني
وتمسكت مصر بموقف الحياد أمام الاشتباكات، بينما خرج رجل الأعمال نجيب ساويرس ليعلن تأييده الكامل لقوات الدعم السريع وحميدتي، وهاجم الجيش السوداني واتهم البرهان بارتكاب جرائم حرب.
علاقة نجيب ساويرس وحميدتي
التأييد قوبل بالتعجب عند الكثير من المتابعين، لكن السؤال الأهم لماذا حميدتي؟
بدأت طموحات نجيب ساويرس في السودان منذ 2012 عندما اتجه للاستثمار في الذهب، وبالتزامن كان السودان على موعد مع اكتشاف منجم ضخم من الذهب في تلال جبل عامر،
وأصبح ساويرس الشريك الأول للحكومة السودانية بعد شرائه 40% من شركة «أرياب» للتعدين وإنتاج الذهب.
وسيطرت قوات «الجنجويد» التابعة لحميدتي على مناطق التعدين، حيث سخرت الذهب لمصالحها، وفي عام 2015 طلب نجيب فض الشراكة مع الحكومة السودانية وعرض شراء الشركة بالكامل أو بيع نصيبه، لكن قوبل عرض ساويرس بالرفض من الحكومة السودانية واضطر نجيب للتخارج مقابل 100 مليون دولار.
وعاد نجيب ساويرس مرة أخرى من باب حميدتي في عام 2017، عندما استولت قوات الدعم السريع على مناجم ذهب جبل عامر، جاء ذلك عقب حرب خاضها حميدتي ضد رئيسه السابق في «الجنجويد» بدعم من عمر البشير.
وفي عام 2019، شارك في الإطاحة بالرئيس البشير ليصبح حميدتي «ملك الذهب السوداني»، وبالتوازي كان ساويرس يتوسع في الاستثمار بمناجم ذهب شرق إفريقيا وظلت عينه على السودان خاصة بعد زيادة نفوذ حميدتي.
وفي عام 2021، زار ساويرس السودان رغم الاضطرابات الأمنية، وفي فبراير 2023 أرسل مندوبا للتشاور الرسمي حول الاستثمار في الذهب السوداني،
وتشاور صندوق «لامانشا الكندي» مع الحكومة السودانية قبل الحرب بشهرين للاستثمار في الذهب وهو صندوق يملكه بالكامل نجيب ساويرس، وفي فبراير 2023 قال أحمد خيري مدير تنمية الموارد في شركات ساويرس، إن نجيب ينوي العودة للاستثمار في قطاع التعدين في السودان.
ومع اندلاع الحرب نشر ساويرس عبر حسابه الشخصي «تويتر» أنه تشرف بوصف حميدتي كفرد من عائلته، وفي المقابل يتابع الحساب الرسمي لحميدتي على تويتر شخص واحد هو نجيب ساويرس، فالسعي لامتلاك الذهب والسيطرة عليه ركيزة رئيسية في علاقة نجيب وحميدتي التي ربما تعود بالخير على الطرفين إذا رجحت كفة الدعم السريع في السودان.