بعد 15 عاما.. فتوى لأحد الشيوخ تقود زوج لطرد زوجته المريضة
من الجهل ما خرب ودمر.. وهذا ما نجده حاليا في هذا الزمن الذي طغى عليه العلم والتحضر، إلا أنه ما زال بيننا من يتحدث دون علم، ومن ينفذ دون فهم.
الجهل يقود زوج لتدمير حياته الأسرية:
وقصة اليوم، الجاني فيها مجني عليه أيضا لأنه ضحية الجهل والانسياق وراء الفتاوي الخطأ، ولكن الجاني لا يعفى من ارتكاب جريمته التي فعلها في حق الإنسانية.
فالجاني بكل جبروت وتبلد في المشاعر باع عشرة العمر وشريكة الحياة في لحظة، بعد أن هاجمها المرض وأصبحت غير قادرة على حقوقه الشرعية.
نحن بجانب أحد جدران محكمة الأسرة وجدنا "ص. ك" الأربعينية العمر، تجلس والدموع تتساقط واحدة تلو الأخرى، تغرق وجهها الشاحب الذي هزمه المرض، تشكو عشرة عمرها وشريك حياة 15 عاما، بعد أن لازمت الفراش ولا يوجد من يتحملها في تلك الأزمة، فالزوج باعها وتركها، والأبناء فقد حرمت من نعمة إنجابها.
وأصبحت الأربعينية وحيدة في الحياة تصارع المرض وحدها.
فقد روت "ص. ك": "إنها كانت تعيش حياة طبيعية كأي زوجين، رغم أنهم حرموا من نعمة الإنجاب إلا أنهم كانوا سعداء في حياتهم، على مدار 15 عاما، ولكن شاء القدر أن تصاب بالمرض وتلزم الفراش.
وقام الزوج بدوره وهو خدمة زوجته التي وقفت بجانبه وعلي خدمته 15 عاما، وظل يخدمها في مرضها 6 أشهر، ثم ظهرت " القشة التي قسمت ظهر البعير ".
ذات يوم، سمع الزوج" س. و "، أحد المشايخ في إحدى القنوات التي تسمى قنوات" بير السلم "، وهو يفتي علي الهواء بعدم جواز إنفاق الزوج على زوجته المريضة لأنها لا تعطيه حقوقه الشرعية من العلاقة الحميمية أو الخدمة الطبيعية.
وعلل الشيخ، أن النفقة مقابل الاستمتاع بالزوجة، وبناء على فتوى الجهل والضلال والضرب بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو "استوصوا بالنساء خيرا" عرض الحائط، فامتنع الزوج عن الإنفاق على زوجته المريضة ورعايتها وطردها من منزل الزوجية إلى بيت أهلها.
وقال لها: إنها عندما تشفى وقتها يعاود الإنفاق عليها، وما كان على الزوجة المريضة إلا أن قامت برفع دعوى نفقه أمام محمكمة أسره العمرانية بطلب نفقة زوجية من الزوج والذي حضر أمام القاضي ليعلن أن موقفه مطابق لفتوى الشيخ الجاهل، الذي أفتى بعدم جواز إنفاق الزوج على زوجته المريضة.
ولكن منصة القضاء أنصفت تلك الزوجة المسكينة وتم صدور حكم لها بنفقه تناسب دخل زوجها وقدمت الحكم إلى مقر عمل الزوج لتنفيذه.
وتم استقطاع قيمه المبلغ المحكوم بالنفقة من أجر الزوج الشهري وما زال الزوج غاضبا من تنفيذ هذا الحكم لأنه يخالف فتوى اجراميه من أحد شيوخ الضلال والزوجة تفكر في رفع دعوى طلاق ضد الزوج لكن هذا سيمنعها من النفقة الشهرية التي تحصل عليها من أجر الزوج.
والزوج لا يقوم بتطليقها خوفا من دفع حقوقها المترتبة على الطلاق مثل نفقه العدة ونفقه المتعة ومؤخر الصداق والأمر ما زال مجمدا حتى إشعار آخر.