رئيس التحرير
علاء الجمل

هات جنيه... "غوايش" متسولة قنا التي زهدت في الدنيا وتركت ثروة طائلة

المتسولة المليونيرة
المتسولة المليونيرة

أثار وفاة متسولة بمحافظة قنا حالة من الجدل الكبير، وذلك بعد العثور على مبلغ مالي كبير بداخل منزلها.

متسولة قنا المليونيرة

 

خيرية أحمد، المتسولة المليونيرة كما أطلق عليها أهالي مركز الوقف شمالي قنا، التي كانت تعيش في منزل بسيط تبرع به فاعل خير لها ليكون مأمن لها من الذئاب البشرية، التي توفيت بداخله وعقب العثور على جثتها، عثروا معها على مبالغ مالية كبيرة.

وأصبح المشهد مركبا ما بين حزن على وفاتها وما بين سعادة على الثروة الكبيرة التي تركتها لأشقائها، الذين لم يتوقعوا أن شقيقتهم التي عاشت على مد اليد لطلب المساعدة في الشوارع لديها هذا المبلغ الضخم.

وهنا لا ينطبق المثل الذي يقال "موته وخراب ديار"، لا بل "موته وكسوة وستر وغطاء بثروة كبيرة" نجح في جمعها "غوايش" الاسم الحركي للمتسولة المليونيرة الذي اشتهرت به بين أهالي بلدتها الذين كانوا يعطفون عليها بسبب حالتها "الكرب" كما يشبهونها.

وبعد وفاة "غوايش" تداولات الأقاويل ما بين أنها تركت مليون جنيه في منزلها، وآخرين يقولون إنها مبالغ مالية من فئة 5 جنيهات وحتى مائتا جنيه، وصلت إلى قرابة 30 ألف جنيه، وأن الجنيهات من العملة المعدنية، لم يتوصلوا إلى عددها، نظرة لكثرتها، وتم وزنها وتوزيعها عن طريق الميزان، وصلت قرابة 250 كيلو من العملة المعدنية فئة جنيه، وقرابة 3 آلاف جنيه ورقية فئة جنيه.

وروايات أخرى تقول إنها جاءت للبلدة منذ 20 عاما، وتبرع لها فاعل خير بمنزل تعيش فيه، وخلال هذه الفترة، لم نعرف عن أهلها شيئا، ولم يزوروها أو يسألوا عنها.

وإن "غوايش" لم تكن متسولة بالمعنى المعروف للتسول، بل كانت زاهدة في الدنيا، تعيش على الفطرة، تحب الجميع ويحبها الجميع، تجلس في الطرقات وأمام المساجد، وتطلب من المارة "جنيه واحد"، وعندما تجمع مبلغ تشتري به حلوى وسأقع للأطفال، الذين حزنوا على وفاتها.

وقال البعض إن "غوايش" أصابها المرض، وتم نقلها إلى المستشفى، ووقف بجانبها أهالي الوقف، وغاب أهلها عن المشهد، وبعد وفاتها، ظهرت شقيقتها في المستشفى، حتى توقع على استلام الجثة، وتركت شقيقتها بعد وفاتها، وكفنها ودفنها أهالي الوقف التي كانت تعيش معهم.

وألمح الأهالي، أن أقارب "غوايش" غابوا عن حياتها وظهروا في تقسيم تركتها، وتم تسليمهم التركة بالميراث الشرعي، بعد تحديد لجنة لتقسيم التركة وحصد الأموال.

وكشف أهالي مركز الوقف، أن الهدف من نشر فيديو تقسيم ما عثر عليه من مبالغ مالية، هو أن هناك أناسا كانوا يعطون مبالغ مالية للمرحومة غوايش، ومن هذه المبالغ كان على سبيل الأمانة، فأراد أهل القرية، أن يعلموا هؤلاء بأنه إذا كان لأحد أي مبلغ مالي لديها ويريد أن يسترده فليذهب إلى أهلها ويحصل عليه، ثم تم تقسيم المبالغ على أشقائها بالتساوي.

وأشار الأهالي، إلى أن أحد أهالي المنطقة، كان متبرعا بمنزل للسيدة غوايش، تعيش فيه، وتم العثور على المبلغ الذي كان ظاهرا وليس مدفونا أو في مخبأ، وكان لديها أموال، لدى أشخاص آخرين، ولم يستطع أحد تحديد المبلغ حتى الآن.

وألمح الأهالي أن غوايش، لم تكن متسولة، بمعنى التسول المعروف، بل كانت سيدة تعيش على الفطرة، تطلب من كل من تقابله "هات جنيه"، وكانت لا تعرف قيمة العملة، فهي مسلوبة الإرادة، فهي كانت لا تسطيع أن تفرق بين الخمسة جنيهات والمائتين جنيه، وكانت تشتري للأطفال حلوى وسأقع، فلقد عاشت وماتت على الفطرة.