البحوث الفلكية يعلن موعد «الانقلاب الصيفي» في مصر ونصف الكرة الشمالي
قال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور جاد القاضي، إنه في الساعة الخامسة و59 دقيقة مساء الأربعاء 21 يونيو، بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة ستحدث لحظة "الانقلاب الصيفي" في مصر والمنطقة العربية وكامل دول النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وأشار القاضي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إلى أن بعد غد الأربعاء هو اليوم الأطول من حيث عدد ساعات النهار وأقصر ليل في العام، لافتا إلى أن حدوث لحظة الانقلاب الصيفي تعلن ذروة فصل الصيف فلكيا وطبقا للحسابات الفلكية التي يقوم بها معمل أبحاث الشمس بالمعهد فسيبلغ طول فصل الصيف هذا العام 93 يوماً و13 ساعة و52 دقيقة.
وأضاف أنه بعد هذا التاريخ تنقلب حركة الشمس ظاهريا في السماء نحو الجنوب لذا يسمى هذا اليوم بيوم الانقلاب الصيفي بحيث يكون النهار في نصف الكرة الشمالي أطول من الليل، ثم تتحرك الشمس ظاهريا نحو الجنوب بشكل يومي إلى أن يحين موعد الاعتدال الخريفي الذي يوافق يوم 22 سبتمبر من كل عام تقريبا.
وأكد أنه لا يوجد ارتباط فلكي بين حدوث الانقلابين الشمسيين الصيفي والشتوي ودرجة حرارة الطقس، حيث إن الصيف والشتاء ينشآن نتيجة انحراف محور دوران الأرض حول نفسها بمقدار 23 درجة ونصف وليس بسبب قرب أو بعد كوكب الأرض عن الشمس.
من جهته، أوضح الدكتور ياسر عبدالهادي رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد أن الشمس تدور في مدار ظاهري بالنسبة إلى نجوم الخلفية السماوية التي تظهر ثابتة في السماء، ويعرف هذا المدار بدائرة البروج ويميل مستوى دائرة البروج مع مستوى دائرة الاستواء السماوي بزاوية، قدرها 23 درجة و 27 دقيقة وهي الزاوية نفسها التي يميل بها محور دوران الكرة الأرضية عن العمودي على مستوى مدارها، ونتيجة لدوران الأرض حول الشمس وميل محورها على مستوى مدارها بهذه الزاوية تحدث الفصول الأربعة.
وأضاف أنه بعد الاعتدال الربيعي تستمر حركة الشمس الظاهرية في الاتجاه نحو شمال خط الاستواء تدريجياً ويواصل ميل آشعة الشمس في الزيادة فيزداد طول النهار تدريجيا وينقص طول الليل، في حين يحدث العكس في نصف الكرة الجنوبي، حتى تصبح آشعة الشمس عمودية تماماً على مدار السرطان 23 درجة ونصف شمالاً حول يوم 21 من شهر يونيو (الانقلاب الصيفي) فيحدث الصيف في نصف الكرة الشمالي، ويحدث الشتاء في نصف الكرة الجنوبي.
وأشار إلى أنه في يوم الانقلاب الصيفي 21 يونيو يبلغ طول النهار أقصاه في نصف الكرة الشمالي، وفي هذا اليوم بالنسبة إلى الأماكن الواقعة بين خط عرض 47 درجة وخط عرض 66 درجة يتصل الشفق المسائي بالشفق الصباحي، وتسمى الليالي في هذه الحالة "الليالي البيضاء" (white nights).
ولفت إلى أنه في هذا اليوم أيضا لا تغرب الشمس بالنسبة إلى الأماكن الواقعة في المنطقة المتجمدة الشمالية عند خط عرض 66 درجة فأكثر شمالاً ويظل النهار لمدة 24 ساعة، وتسمى هذه الظاهرة ظاهرة شمس منتصف الليل (Midnight sun) وفي الوقت نفسه لا تشرق الشمس بالنسبة إلى الأماكن الواقعة في المنطقة المتجمدة الجنوبية خط عرض 66 درجة فأكثر جنوباً فيسود الليل لمدة 24 ساعة، وعكس ذلك يحدث أثناء الانقلاب الشتوي.
من ناحية أخرى، كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد عن حدوث ظاهرة فلكية بديعة بعد غد الأربعاء تزامنا مع الانقلاب الصيفي، حيث إنه على مدار يومي 21 - 22 يونيو سيحدث اقترانا رباعيا يقترن فيه القمر مع كوكب الزهرة "ألمع كواكب المجموعة الشمسية" وكوكب المريخ "الكوكب الأحمر"، والحشد النجمي "خلية النحل" الواقع في برج السرطان على بعد 580 سنة ضوئية من الأرض، والذي يبلغ عمره 600 مليون سنة .
واضاف أن هذا الاقتران الرباعي البديع يمكن مشاهدته باتجاه الغرب عند دخول الليل، علما بأن كوكبي الزهرة والمريخ يمكن رؤيتهما بالعين المجردة السليمة ، أما حشد خلية النحل فنظرا لصعوبة رؤيته بالعين المجردة، يتطلب الأمر استخدام نظارة معظمة أو تلسكوب صغير، ويبدأ غروب هذا المشهد بحلول الساعة 10:35 مساء تقريبا .
وأوضح أن مصطلح الاقتران يعني اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.