تسمينها من القمامة.. لماذا نهى الرسول عن أكل "الجلالة" وشرب لبنها وركوبها؟

مع إقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، نجد شوادر الخراف تملأ الشوارع، ويتجولون بها متعمدين تغذيتهم وتسمينهم من "القمامة"، توفيرا للأعلاف، وتسمى تلك الخراف أو غيرها من الماشية التي تأكل من القمامة فى الشرع "بالجلالة" أي التي تتغذى على القاذورات.

ويرصد لكم موقع «مصر الآن»، خلال هذا التقرير كافة التفاصيل عن تلك الأضاحي، وحكم الشرع والدين في ذبحها وتناولها، وتأثيرها على صحة الإنسان.

حكم الدين في التضحية بـ "الجلالة"

أجابت دار الإفتاء المصرية، في تصريحات خاصة، عن حكم التضحية بالجلالة، التى تتغذى على القمامة و النجاسات، وقالت :" لا يجوز ذبحها والتضحية بها إلا بشرط التطهر من تلك النجاسات بأن تحبس الماشية أربعين يومًا سواء كانت من الإبل أو عشرين يومًا إن كانت من البقر أو عشرة أيام إن كانت من الغنم، وقد تختلف تلك المدة"، وذلك حتَّى يذهب ما أكلته فى بطونها.

وأضاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم، حذر من تناول تلك اللحوم: عَنْ عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَعَنْ الْجَلَّالَةِ، وَعَنْ رُكُوبِهَا، وَعَنْ أَكْلِ لَحْمِهَا)، فالجلالة: هو حيوان يتغذى على النجاسات، سواء كان من الإبل، أو البقر، أو الغنم، أو الدجاج، أو الأوز، أو غيرها من الحيوانات المأكولة.

ويحرم الدين الإسلامي الجلالة بكافة أنواعها حيث يكون كل غذائها على القذارة، لذا فهو منهي عن أكله وشرب لبنه وركوبه، وقد يكون طعامها من القذارة ولكن لا يظهر ذلك عليها.

دار الإفتاء تحذر المواطنين من تناول لحوم الجلالة

ويظهر تأثير الجلالة في لحمها ورائحتها، فلا يجوز في هذه الحال أكل لحمه ولا بيضه ولا شرب لبنه، لذا طالبت الدار المواطنين بتحري أماكن شراء الأضاحي والتعامل مع أهل الثقة.

وحكم من يضحي بالخراف والأبقار والبهائم التي تأكل القمامة فهو آثم، ومن يضحي بها دون علم بأن البهيمة تأكل من خبث الأرض، فلا وزر عليه ولكن يقع الوزر على من باعها، ومن أضحى ببهيمة ويعلم أنها تأكل من خبث الأرض.

حالات التسمم بسبب الأضاحي 

ويُصاب بعض المواطنين بأعراض التسمّم، خاصة في مناسبة عيد الأضحى، رغم أن ذبْح الكباش متواصل على مدار السنة سواء في رمضان أو في المناسبات، إلا أنه خلال العيد خاصة تظهر بعض التعفنات في لحوم الأضاحي، بعد انتشار نقاط البيع غير الشرعيّة.

وقالت طبيبة بيطرية، لـ"مصر الآن"، إن البياطرة الذين يحرّرون شهادات السّلامة دون فحص الكباش، مشاركون في تلك الجريمة الكبيرة.

مخاطر وأمراض

وعن الأمراض التي قد تُصيب الخراف جراء تناول القمامة، قالت الطبيبة إن الماشية تُصُاب بديدان الفاشيولا وبالديدان الشرجية، والطفيليات، وكذلك من الممكن الإصابة بمرض البروسيلا او السلمونيلا أو السل، وهي أمراض تنتقل من الخراف إلى الانسان و تُهدّد صحته.

التمييز بين الأضحية الصحية والجلالة

كما أكدت الطبيبة البيطرية أن رعي الماشية وسط أكوام القمامة أكبر خطأ، موضحة أن الإنسان يمكنه تمييز اللحوم السليمة من التي تتسمن على القمامة، حيث أن تغذية الحيوانات من القمامة ينتج عنها "زفارة" في رائحة وطعم اللحم، وكذلك يكون اللحم الصحي لونه ورديًا وليس داكنًا، كما أن ملمس اللحم الصحي يكون أملس وليس خشن مجعد.

وتابعت: "يجب ألا تكون الأضحية، مصابة بالإسهال وأن تكون خالية من الجروح والكسور، لأن أي مرض في الخروف بيتقل للحم ومن ثم للإنسان بعد تناوله".

طريقة التسمين

وتابعت أن الطريقة الصحيحة لتسمين الأضحية: "كل يوم 4 وجبات، أعلاف وحبوب وعشب من المراعي الخضراء، ومينفعش الخراف تأكل زبالة، لانها في البداية تصاب بالتلبك المعوي واحيانا التسمم المعوي والوفاة، لان القمامة مليئة بالمخلفات والبلاستيك والورق".

مطالبات بالرقابة

وطالب الكثير من متضرري تناول لحوم الأضاحي التي تتغذى على القمامة، بتشديد الرقابة من الجهات المختصة مثل هيئة الخدمات البيطرية وشرطة المرافق، ومباحث التموين، مع ضرورة توفير حملات توعية للاهالي.

مناظرة بين من يغذي الماشية على القمامة ومتضرري أكلها

قال محمد ممدوح راعي ماشية: "على طول بنربي الأغنام على القمامة ومفيش ضرر ولا حاجة، هما بيميزوا مش بياكلوا أي حاجه، لا بينقوا الأكل، كل يوم بجمعهم ونروح مقالب الزبالة علشان نوفر الأعلاف".

وأضاف: "أنا ببقى موجود وبشوف بنفسي بياكلوا ايه، وبشيل لو في مسامير أو زجاج أو حفاضات أبعدها، ومفيش أي ضرر من دا، والخرفان زي الفل بياكلوا بواقي الأكل علشان يجهزوا للعيد".

أضحية بطعم القمامة

يقول محسن عبد الله، من سكان عين شمس :"بنشوف كل يوم الأغنام وهي بتاكل من الزبالة، بلغنا الحي كذا مرة ومعملش أي حاجه، اللحمه بنشتريها طعمها متغير خالص ولونها، ولما بنشوف الخرفان قدامنا بتاكل كده وصاحبها قاعد وشايف، بقينا نخاف نشتري لحمة، نفسي الناس تتقي الله".