باريس تشتعل غضباً بعد مصرع شاب جزائري على يد الشرطة الفرنسية
فرضت السلطات الفرنسية مساء اليوم الخميس حظرًا جزئيًّا للتجول في مدينة كلامار، بالقرب من العاصمة باريس، على خلفية الاضطرابات التي تشهدها أنحاء متفرقة من البلاد عقب مصرع فتى من عائلة جزائرية برصاص الشرطة في إحدى ضواحي باريس.
ووُجهت تهمة القتل العمد إلى الشرطي الفرنسي المتورط في الحادث، وأعلنت النيابة العامة وضعه قيد التوقيف الاحتياطي، مع تصاعد الاضطرابات في أنحاء متفرقة من البلاد.
وقالت السلطة المحلية لمنطقة بلدة كلامار، إلى الجنوب مباشرة من باريس في منطقة "إيل دو فرانس"، إنها ستفرض حظرًا للتجول من الساعة 21:00 (7 مساءً بتوقيت جرينتش)، حتى الساعة 06:00 (4 صباحًا بتوقيت جرينتش)، من مساء الخميس حتى 3 يوليو المقبل.
وأوضحت في بيان عبر تويتر، أن حظر التجول "يهدف إلى استعادة النظام بعد الاضطرابات".
وأطلقت الشرطة الفرنسية اليوم الخميس الغاز المسيل للدموع على متظاهرين كانوا يشاركون في مسيرة بضواحي باريس تكريما لذكرى فتى قتل برصاص عنصر من الشرطة من مسافة قريبة في وقت سابق من الأسبوع.
وبدأ عدد من المتظاهرين برشق الشرطة بمقذوفات أمام المبنى الرئيسي للإدارة المحلية في نانتير، قبل أن تبادر قوات الأمن لتفريقهم بالغاز المسيل للدموع. وشارك نحو 6200 شخص في التحرك، بحسب مصدر في الشرطة طلب عدم الكشف عن هويته.
وقال ممثل ادعاء فرنسي، إن الشرطي الذي قتل شابا يبلغ من العمر 17 عامًا في ضاحية بباريس يوم الثلاثاء يخضع لتحقيق رسمي بتهمة القتل العمد.
وتسبب مقتل الشاب، الذي ترجع أصوله إلى الجزائر عند نقطة تفتيش مروري، في اشتعال أعمال عنف على مدى ليلتين في أنحاء فرنسا، الأمر الذي دفع الرئيس إيمانويل ماكرون لعقد اجتماع أزمة مع كبار وزراء الحكومة اليوم الخميس.
مقتل مراهق من أصول جزائرية في فرنسا
وأثار مقطع فيديو مصور يرصد لحظة مقتل مراهق من أصول جزائرية على يد شرطي فرنسي عاصفة من الغضب في فرنسا، ما دفع الرئيس إيمانويل ماكرون لإصدار بيان عاجل لتهدئة الأوضاع.
ووثق الفيديو لحظة إطلاق أحد ضباط الشرطة الفرنسية الرصاص على شاب من أصول جزائرية بدعوى رفضه الامتثال إلى الأوامر بمدينة نانتير ما أدى إلى مقتله، فيما تم حجز الضابط بتهمة "القتل العمد".
وتم الكشف أن الشاب من أصول جزائرية ويدعى نائل. م، وهو يعمل كعامل توصيل.
وأثارت مقاطع فيديو صوّرت الحادثة، تساؤلات حول "التدخل الأمني العنيف" وخلفت ردود فعل سياسية غاضبة.
بدوره، أعرب باتريك جاري، رئيس بلدية نانتير، عن صدمته وحزنه قائلًا: "نفكر في الوالدين والأقارب. المدينة كلها ثكلى، نانتير تصرخ: نريد الحقيقة ونريدها بسرعة. الصور التي تنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي مفزعة، لكن علينا انتظار نتيجة التحقيقات، بحسب جاري، الذي دعا الجميع "إلى ضبط النفس على الرغم من المشاعر المشروعة التي أثارتها هذه الدراما".
وبحسب رواية نقابة الشرطة، فإن الشاب وجّه سيارته المسرعة نحوهم، بعد رفضه التوقف للتفتيش، ما اضطر أحدهم لإطلاق النار على السيارة مرة واحدة، ليفقد الشاب السيطرة عليها، فتحيد عن مسارها وتتحطم على بعد أمتار قليلة في عمود.
هذه الأقوال يناقضها مقطع فيديو للحادث نُشر على تويتر، يظهر اثنين من شرطة المرور، يرتديان الخوذ، وقد نزلا للتواصل مع سائق سيارة صفراء. ينحني أحدهما من النافذة ومسدسه في يده اليمنى، بينما يمسك الثاني سلاحه بكلتا يديه، ثم يأمران السائق بالتوقف، لكنه ينطلق فارًا، فيطلق أحدهما النار.
ويظهر مقطع فيديو آخر، السيارة وقد أنهت مسارها على بعد حوالي ستين مترًا في ساحة نيلسون مانديلا، بينما تفشل كل محاولات إنعاش نائل الذي تلقى رصاصة في الصدر.
ويتساءل أحدهم بحرقة: "هل فكر الشرطي في والديه؟ ألم يكن هناك حل آخر غير إطلاق النار؟ هل يستحق رفض الأوامر رصاصة في القلب؟ متى عادت عقوبة الإعدام إلى فرنسا؟".