رئيس وزراء إثيوبيا يوجه رسالة لـ مصر بشأن سد النهضة
أدلى رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد على، اليوم، بتصريحات جديدة حول سد النهضة، حملت مغازلة لدولتى المصب مصر والسودان، متراجعا عن لهجته السابقة تجاه حقوق البلدين في مياه النيل.
وقال آبي أحمد على، أمام البرلمان الإثيوبي، الخميس، إن أديس أبابا ستقوم خلال موسم الأمطار الحالي بعملية ملء سد النهضة تدريجيًا حتى نهاية شهر سبتمبر المقبل، على خلاف الأعوام السابقة، مشيرًا إلى استعداد إثيوبيا لاستئناف مفاوضات سد النهضة مع دولتى المصب مصر والسودان.
وأضاف آبى أحمد، فى سياق حديثه عن سد النهضة، أن التخزين التدريجي سيتم "بما لا يضر دولتي المصب السودان ومصر حتى نهاية الموسم"، مشيرًا إلى أن بلاده "تقوم بمسئوليتها كاملة إزاء عدم تضرر دولتي المصب من عملية التخزين الحالية بحيث لا تتأثر نسب المياه التي تمر على مصر والسودان" وفق زعمه.
وتابع رئيس الوزراء الإثيوبي، أن أديس أبابا تجاوزت المرحلة السابقة لتحديات سد النهضة، لافتا إلى أن حكومته تعمل حاليًا على وضع استراتيجيات لمشاريع تنموية مستقبلية مشتركة مع دول المصب مصر والسودان، وستقوم بعرضها في الوقت المناسب.
وكانت إثيوبيا بدأت ملء سد النهضة، دون اتفاق قانوني ملزم مع دولتي المصب مصر والسودان، رغم انخراط البلدين في مفاوضات طويلة عبر القنوات الدبلوماسية المختلفة مع إثيوبيا لأكثر من عشرة أعوام كاملة.
وتطالب مصر على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي، والوزراء المسئولين عن متابعة سد النهضة، باتفاق قانوني وملزم لملء وتشغيل سد النهضة، وأكدت القاهرة فى أكثر من مناسبة عدم معارضتها تشغيل السد، لكنها تعرب عن مخاوفها من ملء سد النهضة دون اتفاق خلال سنوات الجفاف بما يلحق الضرر بمصالحها المائية، وسعت القاهرة لتوقيع اتفاق مع أديس أبابا لعملية ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحفظ مصلحة دولتي المصب، ولا يضر بحصتهما المائية في نهر النيل.
وكانت الخارجية المصرية نفت في بيان صادر عنها خلال مايو الماضي، اتفاق مصر والسودان مع إثيوبيا على حجم المياه التي سيتم تخزينها وفترة ملء خزان سد النهضة، وفق مزاعم إثيوبية.
ورفضت مصر "ادعاء إثيوبيا بأنها تراعى شواغل مصر والسودان فى ملف مياه النيل والذي يتناقض مع حقيقة استمرار المفاوضات لأكثر من عشر سنوات من دون جدوى، ومن دون أي التزام أو اعتبار لحقوق دول المصب وتضررهما من ملء سد النهضة دون اتفاق.
واعتاد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبى أحمد على، مناورة القاهرة والخرطوم فى ملف سد النهضة، تارة بالتصعيد وتارة بالتهدئة بهدف الهروب من الجلوس على طاولة مفاوضات تحسم أزمة سد النهضة، بين الدول الثلاثة.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى أكثر من مناسبة عن عدم نية مصر التفريط فى حقوقها المائية وحماية مصالح شعبها، مشيرا فى الوقت ذاته إلى تفهم القاهرة لاحتياجات إثيوبيا فى التنمية لكن شريطة عدم الإضرار بمصالح مصر والسودان.
وربما تحمل تصريحات آبى أحمد، اليوم، حول سد النهضة والتمهل فى عملية الملء وعرضها مشاريع تنموية مشتركة على مصر والسودان، مؤشر على تفاهمات قادمة تهدأ شواغل دولتى المصب حال صدقت تصريحاته هذه المرة.