أول تعليق من "خارجية فلسطين" على تبرئة الاحتلال لقاتل الشاب إياد الحلاق
أدانت الخارجية الفلسطينية تبرئة المحكمة المركزية في القدس للجندي الإسرائيلي قاتل الشاب المصاب بالتوحد إياد الحلاق من التهم الموجهة إليه وقرار شرطة الاحتلال إلحاق المعني بدورة ضباط.
وقالت الخارجية، في بيان لها، اليوم الخميس، إن هذا "دليل جديد على أن ما تسمى بالمحاكم وبمنظومة القضاء في إسرائيل، هي جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال نفسه، وأن قراراتها بعيدة عن أي قانون وتوفر مخارج لتبرئة المجرمين والقتلة، وأشكالا مختلفة من الوسائل للإفلات من المحاسبة".
وأضاف البيان أن "هذا يثبت أن التحقيقات ومحاكم الاحتلال شكلية ووهمية، لتضليل العالم وإعطاء انطباع كاذب بأن لدى دولة الاحتلال محاكم ومساءلة ومحاسبة قانونية، وهذا ما يجب أن تعيه وتفهمه الدول والمحاكم الدولية، حتى تتحمل مسئولياتها في محاسبة ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين".
برأت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة اليوم الخميس، الشرطي قاتل الشاب المقدسي إياد الحلاق من ذوي الاحتياجات الخاصة (التوحد)، في البلدة القديمة للمدينة، في 30 مايو 2020، فيما احتج والدا الشاب على الحكم، مطالبين بـ"العدالة "، وبإصدار حكم ضد الشرطي القاتل.
ونص القرار الصادر عن القاضية حنة لومب من المحكمة المركزية بالقدس، على تبرئة الشرطي القاتل من تهمة "الإماتة بتهور" وهي تهمة تتيح للقضاء الإسرائيلي مساحة أكبر للمناورة من الناحية القانونية فيما يتعلق بجرائم القتل.
واحتجت عائلة إياد الحلاق وعدد من المقدسيين على القرار الصادر عن القاضية لومب، عقب ما وُصف بمماطلة طويلة من قبل المحكمة استمرت ثلاث سنوات.
وتبنت المحكمة ادعاءات الشرطي القاتل بـ"الدفاع عن النفس"، واعتبرت بأنه "ارتكب خطًأ فادحا عندما اعتقد أن الشخص الذي يقف أمامه إرهابي مسلح" خلال مواجهات، وأنه لم يكن يعلم أن إياد شخص بريء ومن ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقالت القاضية في قرار المحكمة إن "الشاب المقتول ويدعى إياد هو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولقي حتفه للأسف في ظروف مروعة، لكن مع كل الاحترام والواجب، يجب على المحكمة أن تقوم بعملها، حتى لو كان صعبا للغاية"؛ في حين هتف والدا الحلاق يطالبان بالعدالة لابنهما، وشددا على ما اعتبراه "تحيز القضاء الإسرائيلي.
وكان الشرطي الإسرائيلي أطلق النار على الشاب إياد الحلاق في البلدة القديمة بالقدس، أثناء ذهابه إلى مدرسة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة خلال مطاردة لعدد من الشبان، حيث أصيب في البطن ثم أطلق النار عليه مرة أخرى، وهو مصاب مما أدى إلى قتله في مكانه.
وإياد الحلاق هو شاب فلسطيني مصاب بالتوحد ويبلغ من العمر 32 عاما، ويسكن بحي وادي الجوز في القدس.
وقالت عائلة الحلاق إنه كانَ مصابًا بالتوحد، ويعاني من تأخر في النمو العقلي، وأن مستواه في التفكير لا يتجاوز طفل في السابعة من عمره، وهو كان يتردد على مؤسسة للأشخاص ذوي الإعاقة يوميًا.