100 يوم من المعاناة.. السودان يواصل النزيف والشعب يدفع ثمن القتال
دخل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يومه الـ 100، مع استمرار نزيف الشعب الذي يعاني الأمرين بسبب القتال على مختلف المستويات من النزوح إلى تدمير المستشفيات والخطف وعمليات القتل التي يرتكبها الدعم السريع في دارفور، حيث يدعم الشعب الجيش السوداني.
ويواصل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع القتال، رغم المساعي العربية والدولية لتهدئة الوضع، ويستمر عدد الضحايا في التزايد، حيث قدرت التقارير الإعلامية أن أعداد الضحايا في السودان تقدر بآلاف القتلى وملايين النازحين واللاجئين، بالإضافة إلى الخراب الكلي للبني التحتية في البلاد، بما في ذلك المرافق الصحية والتعليمية والاقتصادية.
جرائم قوات الدعم السريع
وارتكبت قوات الدعم السريع العديد من الجرائم في السودان، على رأسها في دارفور، التي تعرضت لعدد من عمليات القصف المستمر، وأكدت نقابة المحامين السودانية خلال الأيام الماضية، مقتل 16 مدنيًا على الأقل بنيران صاروخ أصاب منازلهم في منطقة غرب دارفور التي تمزقها الحرب.
وشهدت هذه المنطقة الشاسعة، أسوأ أعمال العنف منذ اندلاع القتال السودان، حيث تتمركز بها قوات الدعم السريع، التي أعلنت الأمم المتحدة أنها قتلت 87 شخصًا على الأقل ودفنتهم في مقبرة جماعية غرب دارفور
وأعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن إدانته لقتل المدنيين والأفراد العاجزين عن القتال في السودان، قائلا: أشعر بالفزع من الطريقة القاسية وغير المحترمة التي عومل بها القتلى إلى جانب عائلاتهم ومجتمعاتهم.
وتناولت التقارير الإعلامية بعض الإحصائيات، والتي أوضحت أن الحرب في السودان أسفرت حتى الوقت الحالي عن مقتل 3900 شخص على الأقل، وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين شخص سواء داخل البلاد أو خارجها.
القتال في السودان
الاشتباكات في السودان، اندلعت منذ 15 أبريل الماضي، بين الجيش السوداني والدعم السريع، وتوصل الطرفان لعدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار، غير أن المفاوضات التي جرت في جدة تم تعليقها الشهر الماضي بعد أن تبادل طرفا الصراع الاتهامات بانتهاك الهدنة، وتتركز المعارك في العاصمة الخرطوم وضواحيها وإقليم دارفور غرب البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليونا.
وتسبب العنف المتزايد ضد العاملين في القطاع الصحي بالعاصمة السودانية الخرطوم، في تهديد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في ظل أجواء الحرب.
وحذرت المنظمات الطبية التي تعمل في السودان، مثل أطباء بلا حدود، من خطورة الوضع، وذلك بعد تعرض موظفيها للضرب والجلد على أيدي مسلحين، موضحة أن فريقها تعرض للهجوم على بعد 700 متر من المستشفى التركي، وهو واحد من اثنين فقط يعملان جنوبي العاصمة.
مستشفيات السودان
واستهدفت 9 هجمات على الأقل العاملين في مجال الرعاية الصحية بالسودان، بين 28 يونيو و11 يوليو 2023، وفقًا لتقرير صادر عن موقع إنسيكيوريتي إنسايت، الذي يتتبع الهجمات على النظم الصحية خلال النزاعات.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل، ناشدت نقابة أطباء السودان المسؤولين السماح للكوادر الطبية بالتعامل مع الحالات دون التعرض للمضايقات، أثناء محاولتهم إنقاذ المدنيين، حيث توقف عدد كبير من المستشفيات في الخرطوم ومناطق القتال عن العمل.