رئيس التحرير
علاء الجمل

طبول الحرب تقرع أبواب النيجر.. هل تتدخل دول الإكواس عسكريًا ضد الانقلاب في الساعات المقبلة؟

النيجر
النيجر

تعيش النيجر لحظات حاسمة، بعد تهديد دول مجموعة الإكواس برئاسة نيجيريا (المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا) بالتدخل العسكري في نيامي، بعد الانقلاب على رئيس النيجر محمد بازوم من قبل مجموعة من الحرس الثوري الوطني، والذي يرفضون حتى الآن الإفراج عن الرئيس المعزول بازوم، والتي تطالب مجموعة الإكواس بإعادته لمنصبه.

الأوضاع السياسية في النيجر

 

وفي هذا الصدد، اجتمع وزراء دفاع مجموعة الإكواس على مدار يومين بالعاصمة النيجيرية أبوجا، لبحث تداعيات الأزمة في النيجر وحث المجموعة الانقلابية على التراجع عن عزل رئيس البلاد وحل الأزمة بالدبلوماسية، تجنبًا لتدخل عسكري محتمل من قبل دول المجموعة ضد نيامي لإنهاء الصراع، وحدتت المجموعة في اجتماعها أن يوم غدًا السبت سيكون آخر موعد في المهلة أمام قادة الانقلاب للعدول عن موقفهم.


ومن جانبهم، أعلن قادة المجموعة الانقلابية في النيجر أنهم لن يرضخوا للتهديد، ولن يعيدوا بازوم إلى السلطة وأوضحوا أنهم متمسكون بموقفهم، مما يعني أن التدخل العسكري لمجموعة دول الإيكوس في النيجر بات قريبًا جدًا.

وقال مفوض الإكواس: إن المجموعة عازمة على معالجة الأزمة في النيجر وإن لم تفعل فلا أحد يعرف متى ستنتهي الانقلابات، ونرغب في نجاح الجهود الدبلوماسية ونمنح مدبري الانقلاب في النيجر كل الفرص الممكنة للتراجع عما فعلوه، وسنعطي أولوية للدبلوماسية لحل الأزمة، ولن نبلغ مخططي الانقلاب في النيجر متى وأين سنضرب والقرار سيتخذ من قبل رؤساء الدول.

وأضاف مفوض إيكواس: قادة أركان المجموعة أعدوا خطة لتدخل محتمل في النيجر يشمل كيفية وتوقيت نشر هذه القوات، بعد أن حدد وزراء دفاع غرب إفريقيا موعد التدخل العسكري والقرار بيد الرؤساء.

وتضم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) في عضويتها 15 دولة، وهي غامبيا وغينيا وغينيا بيساو وليبيريا ومالي والسنغال وسيراليون وبنين وبوركينا فاسو وغانا وساحل العاج والنيجر ونيجيريا وتوغو والرأس الأخضر، ويبلغ مجموع سكانها نحو 350 مليون نسمة، وتبلغ مساحتها الإجمالية 5 ملايين كيلومتر مربع، أي 17% من إجمالي مساحة قارة أفريقيا.

فرنسا تدعم الإكواس


وعلى الصعيد الدولي، أعلنت فرنسا دعهما لدول مجموعة الإكواس في سبيلها لحل الأزمة في النيجر وإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم إلى منصبه ووقف الانقلاب.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية: لا نكتفي بالمتابعة فقط لما يحدث في النيجر ولدينا نفوذ قوي في المنطقة، ورغبة دول الإكواس والاتحاد الإفريقي هي تجنب الانقلابات في المنطقة وموقفنا قريب من موقف دول الإكواس ونحاول إعادة الوضع الدستوري في النيجر، ونحن لم نصل بعد إلى مرحلة التدخل العسكري ولا بد من ممارسة الضغوط لتجنبه.


وأضافت: هدفنا تجنب الوصول إلى فرضية التدخل العسكري وعقوبات الإكواس قوية، ولكن قادة الانقلاب يفرضون سلطة استبدادية في النيجر، ونحن لا نعترف إلا بحكومة الرئيس بازوم سلطة شرعية في نيامي.

تحذيرات من حرب أهلية في النيجر 


وأعلنت حتى الآن عدة دول من مجموعة الإيكوس استعدادها للمشاركة في القوة العسكرية الموجهة إلى النيجر، ومن تلك الدول السنغال وبنين ونيجيريا، ومن غير المستعبد مشاركة فرنسا معهم كونها داعمة لموقف المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، في حين أخذت بعض الدول موقفا معارضا بقوة للتدخل العسكري، فأعلنت مالي وبوركينا فاسو وغينيا التي يقودها انقلابيون أيضًا أن أي عمل عسكري ضد النيجر هو عدوان عليهم.

ولا يعرف حتى الآن شكل التدخل العسكري المفترض الذي تنوي دول الإيكواس تنفيذه في النيجر، ولكن لا يستبعد بالنسبة للعديد من المراقبين أن يؤدي إلى إشعال فتيل حرب أهلية مفتوحة في بلد فقيرة مثل النيجر يعاني مواطنوها من تدني مستوى المعيشة في الأساس.

وهددت مجموعة دول الإيكواس باستخدام القوة إذا لم يعيد قادة الانقلاب بازوم إلى السلطة بحلول الأحد المقبل، في الوقت الذي أعلن فيه قادة الانقلاب في النيجر إلغاء اتفاقيات التعاون العسكري مع فرنسا، وتعهدوا بالرد فورا على أي تدخل عسكري خارجي.