في إيجاز صحفي بمشاركة "مصر الآن".. المبعوث الأمريكي يستعرض تحديات السلام في اليمن وتأثير التطبيع السعودي الإسرائيلي
استعرض المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية إلى اليمن تيم ليندركينغ تفاصيل رحلته الأخيرة إلى الخليج لتعزيز الجهود المستمرة التي تقودها الأمم المتحدة لتوسيع الهدنة وإطلاق عملية سلام شاملة في اليمن كما تحدث عن عملية التفريغ الناجح للناقلة العملاقة صافر، والخطوات التالية للعملية، وآخر الجهود الأمريكية لإنهاء الصراع في اليمن ودعم الشعب اليمني.
وقال ليندركينغ في إيجاز صحفي عبر الهاتف بمشاركة "مصر الآن": تزامنت رحلتي مع تفريغ 1.1 مليون برميل من النفط من الناقلة صافر، مما أدى إلى تجنب ما كان يمكن أن يكون كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية كارثية. وكانت الولايات المتحدة من أبرز المدافعين عن هذا المشروع منذ اليوم الأول ورغم أن العمل على متن السفينة صافر لم ينته بعد ــ ولا تزال السفينة المتحللة في حاجة إلى قطرها وتفكيكها ــ فقد تم تجنب الأزمة المباشرة ــ تسرب النفط بمقدار أربعة أضعاف ما تسرب من سفينة إكسون فالديز ــ ونشيد بالأطراف الأممية واليمنية والدولية التي اجتمعت لمنع هذه الأزمة.
الجهود الدبلوماسية الأمريكية
وأضاف: كانت رحلتي جزءًا من الجهود الدبلوماسية الأمريكية المستمرة والمكثفة لدعم التوصل إلى حل دائم للصراع في اليمن، لا يزال اليمن يمثل أولوية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة وإدارة بايدن هاريس..لقد أجريت اجتماعات مع مسؤولين يمنيين وإماراتيين وسعوديين وعمانيين للضغط من أجل فرص تعزيز التقدم في المحادثات الجارية لتأمين اتفاق جديد وأكثر شمولاً لوقف إطلاق النار وإطلاق حوار يمني يمني بوساطة الأمم المتحدة وناقشت أيضًا الجهود المبذولة للتخفيف من الأزمات الإنسانية والاقتصادية الأليمة في اليمن، والخطوات التالية لمعالجة أي تهديدات بيئية متبقية من ناقلة النفط صافر.
وتابع: أود أن أتأمل بإيجاز في التقدم الذي شهدناه خلال العامين الماضيين وقد تعهد الرئيس بايدن ونائب الرئيس هاريس بإنهاء الصراع كأولوية في السياسة الخارجية..منذ تعييني، عملنا بلا كلل من أجل وقف تصعيد القتال، وتأمين هدنة في أبريل من العام الماضي، وعقد الهدنة، وبدء المحادثات وشهد اليمن أطول فترة من التهدئة منذ بدء الحرب لقد تم إنقاذ آلاف الأرواح و توقفت الهجمات والغارات الجوية عبر الحدود، وتحسنت حرية الحركة، بما في ذلك استئناف الرحلات الجوية التجارية من مطار صنعاء لأول مرة منذ عام 2016. ومع ذلك، هناك حاجة إلى المزيد.. إن الاتفاق السياسي اليمني اليمني هو وحده القادر على حل هذا الصراع المدني بشكل دائم.
وقال: ما زلنا متفائلين بشأن احتمالات تحقيق مزيد من التقدم نحو السلام، ولكن في نهاية المطاف، تقع القرارات الرئيسية على عاتق أطراف النزاع..يجب على اليمنيين إجراء المحادثات الصعبة مع بعضهم البعض و نحن نعلم أن التسوية لن تكون دائمة إلا إذا تضمنت وجهات نظر ومعالجة مخاوف مجموعة واسعة من اليمنيين ولهذا السبب، نحن وآخرون في المجتمع الدولي نحث الحوثيين على اغتنام هذه الفرصة غير المسبوقة للجلوس مع حكومة الجمهورية اليمنية لرسم مستقبل أكثر إشراقا لليمن.. أود أن أكرر أن اليمن يظل أولوية قصوى في السياسة الخارجية للولايات المتحدة وإدارة بايدن هاريس، ونحن ملتزمون بمواصلة جهودنا للتوصل إلى حل للصراع وتخفيف معاناة اليمنيين.
وأضاف: إن هدف الولايات المتحدة بالنسبة لليمن بسيط: نحن ندعم يمناً مستقراً وأكثر ازدهاراً وخالياً من النفوذ الأجنبي غير المبرر وسنواصل العمل مع الأمم المتحدة والأطراف اليمنية والشركاء الإقليميين وبقية المجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف.
تعاون دول الخليج
وحول تعاون دول الخليج في المنطقة مع الولايات المتحدة لتسهيل حل هذا الصراع؟ قال ليندركينغ: تدرك الولايات المتحدة أنه في إطار جهودنا لدعم جهود السلام في اليمن، فإن الأطراف الإقليمية لديها دور أساسي – حيث أن دول المنطقة لديها دور أساسي تلعبه ولهذا السبب عندما أسافر إلى منطقة الخليج، كما فعلت أكثر من 30 مرة منذ تعييني في هذا المنصب، فإن جميع رحلاتي عمومًا تزور الجهات الفاعلة الإقليمية أيضًا ولذلك، فإن العمل على بناء إجماع دولي وتنسيق الجهود الإقليمية وتوحيدها حول طريق مشترك للمضي قدمًا هو أمر أشعر أن الولايات المتحدة تعطيه الأولوية. ومن أجل تحقيق التغييرات والمنافع للشعب اليمني.
وأجاب ليندركينغ عن مساعي التطبيع بين السعودية وإسرائيل وتأثيره على أزمة اليمن قائلاً: جهود التطبيع يتم التعامل معها من خلال قناة مختلفة و أود أن أقول إن اليمن ليس على وجه التحديد جزءاً من جهود التطبيع وبدأت جهودنا بشأن اليمن مع بداية هذه الإدارة، مع التركيز المتجدد الذي ذكرته في الأعلى على حل الصراع.. نحن نركز بشكل كبير على الجزء المتعلق باليمن، وهذا هو هدفنا وأعتقد أن الإدارة تتطلع إلى إعطاء الأولوية لنوع الأهداف التي حددتها دون الرجوع إلى الجهود الإقليمية الأخرى..نريد حقاً أن نحافظ على تركيز قوي ومباشر على الصراع في اليمن لتحقيق نوع الأهداف التي حددتها.
وأضاف ليندركينغ: الهدنة بدأت في أبريل من عام 2022 - أي في العام الماضي - وتم الالتزام بعدم مواصلة الهجمات عبر الحدود – وقد تم الوفاء بهذا الالتزام وكذلك الالتزام ببناء القدرة التجارية لمطار صنعاء وقد تم الوفاء بهذا الالتزام أيضًا، من خلال تسيير أكثر من مائة رحلة جوية تجارية ذهابًا وإيابًا بين صنعاء وعمان، الأردن بمعدل ثلاث وخمسين رحلة. وفي بعض الأحيان أكثر في الأسبوع..نريد أن نرى هذه الرحلات موسعة وهذه ليست نهاية هذا الركن المحدد للهدنة؛ نود أن نرى المزيد من الوجهات والمزيد من الرحلات الجوية التجارية ويمكننا أن نرى الطريقة التي يتقبل بها اليمنيون القدرة على التحرك، للذهاب لزيارة أقاربهم في بلدان أخرى، للحصول على الرعاية الطبية التي لا يمكنهم الحصول عليها داخل اليمن لذلك، فإننا نرى أن هذه الرحلات الجوية التجارية جزء مهم جدًا من عملية بناء الثقة، ولكنها أيضًا طرق تفيد اليمنيين بطريقة ملموسة.
وتابع: "لقد شهدنا أيضًا انخفاضًا قويًا، وانخفاضًا كبيرًا في العملية البيروقراطية لنقل النفط والإمدادات التجارية الأخرى إلى اليمن عبر ميناء الحديدة. لقد أكدت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على مبدأ عدم وجود عوائق أمام حركة الإمدادات التجارية والإنسانية إلى اليمن. ولذلك نريد أن نرى أن هذا المبدأ يتم التمسك به في نهاية المطاف، وبعد ذلك، بالطبع، أخيرًا، كانت مسألة دفع الرواتب هي القضية الرئيسية والمطلب الرئيسي لكلا الجانبين لذا، فإننا نحث الأطراف على التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية دفع رواتب الآلاف من موظفي الخدمة المدنية اليمنيين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ سنوات وهذه مسألة يجب حلها، ونحن ندعم بشدة، جنبًا إلى جنب مع الأمم المتحدة، الجهود الرامية إلى التوصل إلى موقف مشترك فيما يتعلق بدفع الرواتب".
وحول تأثير الاتفاق أو ربما المصالحة بين السعودية وإيران على المستوى الأرضي في اليمن قال ليندركينغ: إن الأمر الأكثر أهمية هو أن التقدم الأخير الذي ناقشته في جهود السلام في اليمن هو نتيجة لأكثر من عام ونصف من الدبلوماسية الأمريكية النشطة، والجهود الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة بدعم من الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين مثل السعودية وعمان وأود فقط أن أؤكد مرة أخرى أن الطريقة الوحيدة لحل الصراع اليمني بشكل دائم وعكس الرغبة – الأزمة الإنسانية الأليمة هي من خلال عملية سلام يمنية يمنية شاملة.
وأضاف: لقد رأيتم أننا رحبنا بهذا الاتفاق بين إيران والمملكة العربية السعودية ونشعر أن أي إجراءات تتخذها دول المنطقة لتهدئة التوترات في المنطقة ستكون مفيدة للمنطقة، وهذا بالتأكيد هو الحال بالنسبة للصراع في اليمن.. ما نحتاج إلى رؤيته هو أن تفي إيران بالالتزامات التي تعهدت بها للمملكة العربية السعودية، وعدم تهريب المعدات الفتاكة أو المعدات الحربية إلى اليمن – إلى الحوثيين – والالتزام بدعم الحل السياسي للصراع ونحن ننظر عن كثب لنرى ما إذا كان الإيرانيون قد نفذوا تلك الالتزامات.
وأضاف ليندركينغ: يمكننا أن نرى أن هناك قضايا اقتصادية على المحك - أولا وقبل كل شيء، تقسيم الموارد، ومن يتحكم في قدرات النفط والغاز الموجودة في اليمن الذي يسيطر على التجارة والوصول إلى الموانئ. وقد تشابكت هذه القضايا مع الصراع ويجب حلها، ويجب أيضًا حل القضايا الاقتصادية عندما نتحدث عن العملية السياسية لذا أعتقد أننا والأمم المتحدة ركزنا بشكل خاص على التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.. إن الطريقة الوحيدة والأفضل لحل هذه المشاكل هو أن تتمكن الأطراف اليمنية من الجلوس معًا ولهذا السبب عندما نتحدث عن الأولويتين اللتين نراهما للمضي قدمًا، رقم واحد: وقف إطلاق النار الدائم.. الهدنة رائعة، لكنها ليست كافية نحن بحاجة إلى رؤية وقف دائم لإطلاق النار والعناصر التي تدعم ذلك، وثانياً، نحن بحاجة إلى رؤية الحوار اليمني اليمني، لأنه من خلال هذا الحوار، الذي يجمع اليمنيين حول طاولة واحدة، يمكن معالجة القضايا والدوافع الاقتصادية للصراع ولذلك نحن حريصون جدًا على رؤية الركيزة الثانية – هاتين الركيزتين، ولكن الركيزة الثانية، التي نعتقد أنها ستعالج المخاوف البيئية.
وقال: نحن في وضع لا يزال فيه اليمنيون يعانون، على الرغم من العناصر الإيجابية التي أشرت إليها. وفي حين أن هناك رحلات جوية تجارية وقدرة أكبر على التنقل في جميع أنحاء البلاد، إلا أن البلاد ليست في سلام تام.. الحرب لم تنتهِ بعد، ولم تنتهِ بالكامل. وبالتالي فإن نوع العملية التي وصفتها للحوار اليمني اليمني الذي يؤدي إلى اتفاق سياسي هو أمر يجب أن نراه حقًا. وهذا ما يدفعنا إلى الشعور بالإلحاح وشعورنا بالالتزام بالرغبة في رؤية تغيير إيجابي.
وفي الوقت نفسه، نشهد أيضًا مشاركة أطراف النزاع بطريقة بناءة.. لقد رأيتم في أبريل الماضي أنه تم إطلاق سراح عدد كبير جدًا من السجناء، أكثر من 900 سجين، من الأطراف الثلاثة – السعوديون، والحكومة اليمنية، وجانب الحوثيين، لكن لا يزال هناك سجناء محتجزون لدى الأطراف المختلفة. نحن بحاجة إلى إغلاق هذا الملف وحله؛ نحن بحاجة إلى رؤية القضايا الاقتصادية التي تم تناولها نحن، في الوقت الحالي، أكبر مانح إنساني لليمن حيث قدمنا أكثر من 665 مليون دولار من المساعدات الإنسانية حتى الآن هذا العام.
