من النيجر حتى الجابون.. عدوى الانقلابات العسكرية تجتاح إفريقيا خلال شهرين
شهدت إفريقيا سلسلة من الانقلابات العسكرية، خلال الفترة الماضية، ففي أقل من شهرين حدثت العديد من التطورات والأزمات التي انتهت بحدوث انقلابات عسكرية.
بدأ الأمر في النيجر خلال الفترة القليلة الماضية، وعزل الرئيس محمد بازوم، ولم يمر سوى شهرين إلا وانتقلت العدوى إلى الجابون اليوم؛ وخلال التقرير التالي نستعرض سلسلة الانقلابات العسكرية في إفريقيا خلال شهرين.
الانقلاب العسكري في النيجر
ففي يوليو الماضي؛ أعلن عدد من قادة الانقلاب في التليفزيون الرسمي بالنيجر، عزل الرئيس محمد بازوم وإغلاق حدود البلاد الواقعة غرب إفريقيا.
وقال الجنود إنهم حلوا الدستور وعلقوا جميع عمل المؤسسات في البلاد، فيما قامت قوات الحرس الرئاسي بحجز رئيس النيجر محمد بازوم.
الدوافع وراء عزل بازوم
يعود الدافع وراء قيام عدد من الجنود في النيجر للقيام بعزل الرئيس محمد بازوم، إلى استمرار تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصادية والاجتماعية، ما دفعهم لإعلان إنهاء النظام الحاكم في النيجر.
ونتج عن ذلك الكثير من القرارات منها إقرار حظر التجول الليلي حتى إشعار آخر، وأفادت التقارير الصحفية بأن الجنود يعملون لحساب المجلس الوطني لحماية البلاد.
وفور قيام عناصر الحرس الرئاسي باحتجاز الرئيس محمد بازوم، منحهم الجيش “مهلة لإطلاق سراحه”، وكُلّفت بنين في ضوء ذلك القيام بمهمة وساطة.
احتجاز بازوم في قصره
احتجز قادة الانقلاب العسكري في النيجر بازوم داخل قصره، وبعدها أعلنوا عن خطط لمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى وتقويض الأمن القومي.
ويعدّ هذا الإعلان آخر مؤشر على نوايا قادة الانقلاب مقاومة الضغوط الدولية على صعيد إعادة الرئيس المعزول بازوم إلى السلطة.
ورغم ظروف الاحتجاز "الصعبة"، يتمتع بازوم "بحالة معنوية جيدة" بحسب ما قال طبيبه الخاص، إثر زيارة تم السماح بها وسط مطالب دولية متزايدة بإطلاق سراح بازوم.
مظاهرات مؤيدة لرئيس النيجر المعزول
احتجاز بازوم دفع عدد من المتظاهرين المؤيدين له، الخروج لمحاولات الاقتراب من المقر الرئاسي حيث يُحتجز في نيامي وقامت عناصر الحرس بتفريقهم من خلال إطلاق عيارات نارية تحذيرية، وفق ما أفاد مراسل لوكالة “فرانس برس”.
رد فعل غاضب وإدانات
وأدان الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) ما وصفته الجهتان بـ”محاولة الانقلاب”، وهو وصف للأحداث الجارية أكده مصدر مقرّب من بازوم.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن استياءه من “أي محاولة لتولي الحكم بالقوة” ودعا إلى احترام الدستور النيجري، بينما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ وطالبت بإطلاق سراح بازوم. كما صدرت إدانات عن فرنسا والجزائر المجاورة.
عدوى النيجر تنتقل إلى الجابون
وفي صباح اليوم الأربعاء، أعلن عسكريون في الجابون، عن إلغاء نتائج الانتخابات وحل الدستور والسيطرة على السلطة، وذلك عقب الإعلان عن فوز الرئيس علي بونجو بفترة ثالثة في الانتخابات الرئاسية.
وظهر ضباط كبار بالجيش الجابوني على قناة (جابون 24) وأعلنوا استيلاءهم على السلطة، وقالوا إنهم يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع في الجابون، مضيفين أن الانتخابات العامة الأخيرة تفتقر للمصداقية وإن نتائجها باطلة.
كما أعلنوا عن إغلاق حدود البلاد حتى إشعار آخر وحل مؤسسات الدولة.
اتهام رئيس الجابون بالخيانة
كما أكدت اللجنة الانتقالية في الجابون بعدها بساعات قليلة، أن الرئيس علي بونجو تحت الإقامة الجبرية والمراقبة في منزله، مُحاط بعائلته وأطبائه.
وكشفت أنه تم اعتقال نور الدين بونجو نجل الرئيس، ومجموعة من الموظفين بتهمة خيانة مؤسسات الدولة والفساد وتزوير توقيع الرئيس، على أن يتم فتح تحقيق واسع في القضايا الموجهة إليهم.
نتائج الانقلاب العسكري في الجابون
وأعلن جوزيب بوريل مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، أن وزراء دفاع الاتحاد سيبحثون تداعيات الانقلاب العسكري في الجابون.
وأشار منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، عقب وقوع انقلاب عسكري اليوم في الجابون، إلى أن ما يحدث في إفريقيا مشكلة كبيرة لأوروبا، مؤكدًا أن وقوع انقلاب عسكري في الجابون سيفضي لمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
فيما أعلنت شركة إراميت الفرنسية للتعدين التي تملك الحكومة نسبة كبيرة منها، اليوم الأربعاء، إيقاف أعمالها في الجابون إثر الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد.
وقالت إليزابيث بورن رئيسة وزراء فرنسا، إن بلادها تتابع تداعيات السيطرة على السلطة، والأحداث الجارية في الجابون عن كثب.
كما أكدت رئيسة وزراء فرنسا أن دبلوماسيتها واجهت العديد من الأزمات، خلال الفترة الأخيرة.