بين هدم مقابر الرموز الدينية والاهتمام بافتتاح المعابد اليهودية.. الغضب يجتاح السوشيال ميديا

سيطرت خلال الأيام القليلة الماضية، حالة من الغضب بين صفوف رواد السوشيال ميديا؛ وذلك بعد تداول عدد من الصفحات أنباء عن هدم عدد من المقابر للرموز الدينية والثقافية وغيرها، موثقين كلامهم بمجموعة من الصور.

ولم يكن هدم مقابر تلك الرموز هو السبب الوحيد لغضب رواد التواصل الاجتماعي، بل كانت هناك أسباب أخرى، أبرزها اهتمام الحكومة بترميم وافتتاح المعابد اليهودية الأمر الذي طرح تساؤلات كثيرة حول الأمر، وفي هذا التقرير، نستعرض لكم خلال "مصر الآن"، تفاصيل القصة من البداية.

غضب جماهيري من هدم المقابر

تداول رواد التواصل مجموعة من الصور تفيد بهدم مقابر عدة لعدد من الرموز، وأكدوا أن من بين هذه الصور مقبرة أمير الشعراء أحمد شوقي كما أكدوا أن هناك هدم لمئذنة قوصون ومقبرة الإمام ورش بن نافع وغيرها.

وأكدوا استيائهم مما يحدث واصفين الأمر بتدمير الرموز الأثرية التاريخية الهامة في مصر، وطالبوا بسرعة إنقاذ هذه الموروثات العريقة باقصى سرعة.

رد رسمي من محافظة القاهرة

نفت محافظة القاهرة، تلك الأنباء المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن إزالة مقبرتي الإمام ورش بن نافع والشاعر أحمد شوقي.

وأصدرت محافظة القاهرة بيانًا نقلته وسائل إعلام محلية، نفت فيه هدم مقبرة الإمام ورش، صاحب إحدى القراءات السبع للقرآن الكريم، وأحمد شوقي "أمير الشعراء"، نتيجة أعمال التطوير الجارية في محيطهما.

وأوضحت المحافظة أن الأنباء المتداولة "عارية تمامًا من الصحة، مهيبة مستخدمي وسائل التواصل ووسائل الإعلام المحلية بتحري الدقة فيما يتداولونه، والتواصل مع الجهات المعنية للتحقق من صحة المعلومات قبل نشرها.

كما نفى مجلس الوزراء الأمر، وقال في بيان سابق: "قام المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري بالتواصل مع وزارة السياحة والآثار، التي نفت تلك الأنباء، مؤكدة أنه لا صحة لهدم مئذنة قوصون الأثرية خلال الأيام المقبلة"، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.

كما تابع: "الوزارة أوضحت أنه يتم تنفيذ أعمال ترميم وصيانة للمئذنة، نظرا لوجود شروخ رأسية وأفقية بها، مما يؤثر على توازنها إنشائيا، وفقا للتقارير الهندسية التي تم إعدادها بناءً على تقرير الحالة المعمارية والإنشائية للمئذنة".

وأضاف "كشفت التقارير عن وجود ميول واضحة بالمئذنة، مما استدعى بدء أعمال الترميم، دون وجود أي نية لهدمها، أو المساس بها، باعتبارها ضمن المباني الأثرية المسجلة في عداد الآثار الإسلامية، وتخضع لقانون حماية الآثار، الذي يجرم أي عمل يتلف أو يهدم أثراً".

مدبولي يفتتح معبد "بن عزرا" اليهودي

وما زاد من شدة اشتعال الضجة، هو افتتاح رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أمس الخميس، معبد «بن عزرا»، بعد الانتهاء من مشروع ترميمه. ويُعد «بن عزرا» أحد أقدم المعابد اليهودية في مصر، حسب بيان مجلس الوزراء.

وقال مدبولي خلال تصريحات له بمؤتمر صحفي من داخل المعبد اليهودي، إن الدولة المصرية مهتمة بترميم الآثار والحفاظ عليها، مؤكدا أنه سيتم افتتاح 13 مركزا للتحكم والسيطرة على مستوى الجمهورية.

تساؤلات

افتتاح مدبولي لمعبد بن عزرا اليهودي، أثار تساؤلات كثيرة في أذهان رواد التواصل، ممن تساءلوا عن سر الاهتمام به في حين يتم الهدم والاستغناء عن المقابر الخاصة بأهم الرموز المصرية.