سيارة فارهة وسبائك ذهب.. تورط سيناتور أمريكي بتلقي رشاوي من مسئولين مصريين
بعد الاتهامات التي تواجه بوب مينينديز وزوجته، نادين أرسلانيان مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، تقدم باستقالته من منصبه، إثر اتهامه بتلقي رشوة بـ مئات الآلاف من الدولارات مقابل مساعدات للحكومة المصرية.
سيناتور إمريكي متهم بتلقي رشوة من مصريين
وأضافت لائحة الاتهام أن المتهم يقوم بتقديم معلومات حساسة للحكومة المصرية، والمساعدة سرا في توجيه المساعدات العسكرية.
وتقول لائحة الاتهام: "تشمل تلك الرشاوى النقد والذهب ومدفوعات الرهن العقاري ووظيفة لزوجته بمرتب دون عمل، وسيارة فاخرة وأشياء أخرى ذات قيمة".
وبحسب لائحة الاتهام، قدمت نادين، زوجة مينينديز، مع صديق لها والمتهم معه حاليا رجل الأعمال المصري الأمريكي وائل حنا، السيناتور الديمقراطي إلى مسؤولي المخابرات والجيش في مصر.
وأضافت لائحة الاتهام، أنه خلال عشاء واجتماعات مع المسؤولين المصريين، وعد مينينديز وصديقته آنذاك زوجته الحالية (نادين)، باستخدام سلطته السياسية لتسهيل المبيعات العسكرية الأمريكية والتمويل إلى مصر، مقابل وضع زوجته على كشوف رواتب إحدى شركات المتهم الآخر. تقول لائحة الاتهام لتعيينها في "وظيفة لا تتطلب الحضور".
وبعد أحد هذه الاجتماعات، وبحسب لائحة الاتهام، طلب مينينديز من وزارة الخارجية الأمريكية، معلومات شديدة الحساسية عن عدد الأشخاص الذين يعملون في سفارة الولايات المتحدة في مصر وكذلك جنسياتهم.
وأرسل مينينديز في وقت لاحق رسالة نصية تفصيلية، بشأن شخص كان يعمل في السفارة إلى صديقته آنذاك، والتي حولتها إلى المتهم الآخر، والذي أرسل بدوره، المعلومات الحساسة إلى مسؤول مصري.
كما اُتهم السناتور بالكشف عن معلومات غير علنية حول المساعدات العسكرية لمصر للأشخاص الذين نقلوا المعلومات إلى المسؤولين المصريين.
كما ساعد مينينديز في صياغة رسالة نيابة عن حكومة مصر "تهدف إلى إقناع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين الآخرين، بالإفراج عن 300 مليون دولار من المساعدات لمصر".
وجاء في لائحة الاتهام أنه بعد تزويده بإحاطة تم تمريرها من الحكومة المصرية لطلبات التمويل والمبيعات العسكرية للبلاد، طلب مينينديز من زوجته تمرير رسالة مفادها أنه "سيوقع على هذا اليوم إلى مصر".
وزعم مينينديز في رسالته أن التمويل، الذي تبلغ قيمته الإجمالية 99 مليون دولار على الأقل، يشمل طلقات تدريب على الأهداف، و10 آلاف طلقة ذخيرة الدبابات. مع ملحوظة تفيد بأن "قذائف الدبابات هذه مخصصة للدبابات التي كانت تمتلكها مصر منذ سنوات عديدة، ويستخدمونها في حملة مكافحة الإرهاب بسيناء".
وفي النهاية، وصلت الرسالة إلى مسؤول مصري، والذي رد بالرمز التعبيري "إصبع الإبهام لأعلي"، بما يعني "حسنا".
الجدير بالذكر أن أعلنت وزارة العدل الأميركية الجمعة توجيه لائحة اتهام في قضايا فساد، للمرة الثانية إلى السناتور الديمقراطي البارز عن ولاية نيوجيرسي روبرت منينديز، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي.
وقال المدعي الفدرالي في نيويورك إن السناتور البالغ 69 عاما وزوجته نادين، متهمان "بجرائم رشى مرتبطة بعلاقتهما الفاسدة مع ثلاثة رجال أعمال من نيوجيرسي".
وقد تشكل لائحة الاتهام الثانية بالفساد التي توجه إلى منينديز، بعد أن انتهت الأولى بإسقاط التهم، تهديدا للغالبية الضئيلة للحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ.
وأوردت لائحة الاتهام أنه بين عامي 2018 و2022، تلقى منينديز رشى بمئات آلاف الدولارات من ثلاثة رجال أعمال في نيوجيرسي، مقابل تقديم المساعدة لهم في أعمالهم وقضاياهم القانونية.
وذكرت اللائحة أن منينديز ساعد رجل الأعمال المصري الأميركي وائل حنا، على حماية احتكار تجاري منحته له الحكومة المصرية.
وجاء في اللائحة القول: "من بين أفعال أخرى، قدم منينديز معلومات حساسة خاصة بالحكومة الأميركية واتخذ اجراءات أخرى ساعدت سرا الحكومة المصرية".
أما بالنسبة لرجلي أعمال آخرين هما خوسيه أوريبي وفريد دعيبس، فقد اتُهم منينديز بإعطائهما وعودا باستخدام نفوذه للتدخل في محاكمات منفصلة لوزارة العدل متعلقة بهما.
وهذا هو التهديد القضائي الثاني خلال عقد لمنينديز، الذي يشغل مقعده في مجلس الشيوخ منذ عام 2006، وفي المرة الأولى تنحى عن منصبه القيادي في لجنة العلاقات الخارجية.
وكان منينديز قد اتُهم عام 2015 بقبول رشى، هي عبارة عن رحلات طيران خاصة وإجازات فاخرة، وأكثر من 750 ألف دولار من التبرعات غير القانونية لحملاته الانتخابية. لكن وزارة العدل أسقطت التهم بعد ثلاث سنوات، حين لم تتمكن هيئة المحلفين من التوصل إلى حكم في القضية.