بعد مرور 53 عاماً على وفاة جمال عبد الناصر.. هل تغيرت رؤية الجماهير لدولة الزعيم؟
تحل اليوم الذكرى الـ53 على رحيل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر قائد ثورة 23 يوليو، حيث توفى فى 28 سبتمبر سنة 1970.
استطاع الزعيم جمال عبد الناصر أن يغزو قلوب الملايين من المصريين والعرب بعدما وضع قضايا الاستقلال العربي نصب عينيه، لكن هل تغيرت رؤية الجماهير لدولة الزعيم بعد مرور أكثر من نصف قرن على وفاته.
بداية، لم يكن عهد جمال عبد الناصر وردياً على المصريين الذين عانوا ويلات القرارات الخائبة والحروب والنكسات، فمنذ توليه السلطة عام 1956 خلفاً للرئيس محمد نجيب دخلت مصر في مرحلة من أصعب فتراتها حيث شهدت أزمات طاحنة عكستها خطب الزعيم التي حث فيها الشعب على الصبر والتحمل وطالبهم فيها بتحديد النسل لعدم قدرة الدولة على مواكبة الزيادة السكانية.
وكانت أبرز صدمة للمصريين هي نكسة يونيو 67 التي ترتبت على سوء التخطيط وعدم الكفاءة وعشوائية القرارات ونتج عنها احتلال شبه جزيرة سيناء التي تعادل سدس مساحة مصر.
ويصف الكاتب الكبير أنيس منصور في كتابه (عبدالناصر المفترى عليه والمفتري علينا) هذه الفترة قائلاً:«كيف استطاع الرئيس عبدالناصر أن يخدع شعبا ويضلل أمة.. إن احتيال هؤلاء الدجالين (أنصار عبدالناصر) وخيبة هذا الشعب قد أطالت عمر الزعيم على رغم أنه تجاوز عمره الافتراضي في مايو/ أيار سنة 1967 يوم أعلن أنه لن يحارب» وشنت «إسرائيل» حربا في الخامس من يونيو/ حزيران 1967 انتهت باستيلائها على شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية الفلسطينية".
وأضاف أنيس منصور أن عبدالناصر لم يكن يعرف التاريخ، فمعلوماته التاريخية قليلة جداً ولم يستطع إلا أن يكون فرعونا صغيرا حمل الكرباج الذي أذل به المصريين انطلاقا من الإحساس بأنه عند المصريين مثل رمسيس الثاني وعند العرب صلاح الدين الأيوبي».
فيما وصف الكاتب الكبير مصطفى أمين الذي تعرض للسجن بتهمة التخابر في عهد الزعيم سنوات عبد الناصر بعصر الخوف والترهيب والديكتاتورية، مشيراً إلى أن العديد من الجرائم ارتكبت بدعوى الوطنية والحفاظ على البلاد.
وعن ثورة 52 وعلاقة الزعيم عبد الناصر بأمريكا التي كان يهاجمها في خطبه الرنانة التي ألهبت حماس الشعوب العربية قال الكاتب الصحفي محمـد جلال كشك عبر كتابه "كلمتي للمغفلين" أن الاتصال بين عبد الناصر والسفارة الأميركية بدأ قبل يوليو 1952م، وأن الانقلابات العسكرية كانت أداة أميركية في الأصل على الأنظمة التي لا ترغب في الإبقاء عليها، وكان أول الانقلابات المدعومة أميركيا في الشرق الأوسط، انقلاب حسني الزعيم في سورية في مارس 1949م، وهو الذي استفاد منه عبد الناصر فيما بعد، وسار على خطاه بإرادة أمريكية.
لكن السؤال الذي يطرحه البعض هو: هل قاد عبد الناصر مصر إلى النكسة وخسارة سيناء بخدعة أمريكية مثلما قادت أمريكا صدام حسين إلى الهاوية دون أن يدري؟.
30 يونيو
عقب ثورة 25 يناير ومن بعدها 30 يونيو بدأت رؤى الشباب تتغير عن دولة جمال عبد الناصر التي فقد فيها المصريين حريتهم في الستينات ولا تزال تلقي بظلالها على حياة المصريين اليوم.