جمال ربيع يكتب:
حكايتي.. وعمتي النخلة
حين تمرُّ على رأسِك أطيافُ الذكرى تستندُ على كفِّكَ تسرحُ في عبق الماضي وأعتابَ الحلم.
تتعانقُ أنت ومَن حولكَ، ويا حبذا لو العناقُ لعمتِنا النخلةِ وما بثتهُ لك من حب وود وورد.
إليكم حكايتي مع "عمتي النخلة".
عمَّتي النخلة
هيَ عَمَّتي هيَ نخلَتي وهيَ التي
أشتاقُها في الحَرِّ خَيرُ مَظَلَّةِ
بجريدِها قَفَصٌ صَنعتُ لطائري
بجَريدِها عَرَّشتُ سَقفَ الغُرفَةِ
وبهِ، بَسَطتُ أسٍرَّةً ياحُسنُها
نامَ المُعَنَّى بعدَ طولِ مَشَقَّةِ
من ليفِها حَبلٌ لدابةِ بيتِنا
وجعلتُهُ، بين القُماشِ وِسادَتي
وبهِ، ارتَضَيتُ مطَالِعًا لنخيلِنا
حِملُ الجِمالِ بحَبلِهِ لم يَفلِتِ
وإذا تحَمَّمتُ استراحَتْ أضلُعي
من بعدِما ذاقَتْ حنانَ الليفَةِ
التمرُ زادُ فقيرِنا وطعامُهُ
والحلوِ عندَ غَنيِّنا في الحَفلَةِ
وهو الشِّفاءُ لِمَنْ أرادَ تحَصُّنًا
ودَوَاءُ مُعْتَلٍّ وطُعمُ مطَيَّتي
فَسَلِ البتولَ من الذي في حَمْلِها
أوحى لها هُزّي وقَرّي واقنُتي
اللهُ يضرِبُ بالنَّقيرِ مِثالَهُ
قِطْميرُها وفَتيلُها في السورَةِ
أشكو لها بعد الكريمِ شِكايَتي
أجري - أذا غدَرَ الجميعُ - لعمَّتي