عبدالفتاح عبدالرازق يكتب:
عيد الفطر والفرحة المنقوصة
يستقبل المسلمون هذا اليوم المبارك بالتكبير على نعمة كبرى هى إتمام عدة الشهر ثلاثين يومًا:
﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ "ختام الآية 185 سورة البقرة "، شاكرين الله – عز وجل – على التوفيق للصيام والقيام وقراءة القرآن الكريم طوال أيام الشهر الكريم ولياليه، وبهذا كله تتم فرحة الصائم التى أخبرنا عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هذه الفرحة التى كانت تتكرر كل يوم عند الإفطار، ثم تكون الفرحة الكبرى باتمام صيام رمضان بأيامه المعدودات:
] للصائم فرحتان يفرحهما: فرحة عند فطره، وفرحة عن لقاء ربه [، وبهذا اليوم السعيد تغلق المدرسة الرمضانية أبوابها، وتكون الجوائز لطلابها الذين التزموا بآدابها وأخلاقها صيامًا وقيامًا وصبرًا على الشدائد.
فاللهم حقق لنا موعود رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم:
" من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذبنه "
" من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذبنه "
" من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه "
وللعيد فى الإسلام فلسفة أبرز خصائصها أن هذه الأمة أمة واحدة تتحد فى عبادتها ﴿ إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) ﴾ " سورة الأنبياء"، كما تتحد على عدوها: ﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ "سورة الفتح – جزء من الآية 29"، وهى جسد واحد "إذا اشتكى فيه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" كما جاء فى الحديث الشريف.
ولذلك ففرحة العيد هذا العام منقوصة لأن جزءا غاليا من أجزاء الأمة يتعرض للظلم والقتل والتشريد على يد عصابة مجرمة من اليهود ومَن عاونهم جبنوا عن المواجهة الميدانية، واستطالوا على المدنيين العزل من أهل غزة من النساء والأطفال فقتلوهم وجوعوهم على مرأى ومسمع من عالم فَقَدَ الإنسانية.
ولكن ثبات الغزيّين هو الذى يبعث الأمل فى النفوس بقرب النصر وإزاحة العدوان: ﴿ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) ﴾ "سورة الأحزاب".
فاللهم نصرك الذى وعدتنا حتى تكمل فرحتنا: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) ﴾ "سورة الروم".
وإلى لقاء ......