رئيس التحرير
علاء الجمل

فوز بزشكيان بالانتخابات الإيرانية.. هل تستعد طهران لعودة ترامب؟

مصر الآن

مسعود بزشكيان، أصبح رئيسا لإيران، ليكون الرئيس رقم 9 في تاريخ البلاد، وبصرف النظر عن الانتخابات الرئاسية في إيران، فإن النظام الإيراني يركز على انتخابات أخرى، خارج البلاد، وهي انتخابات الرئاسة الأمريكية، بين المرشحين جو بايدن ودونالد ترامب.

عودة ترامب والانتخابات الإيرانية

طوال الحملات الرئاسية الخاصة بمرشحي الانتخابات الإيرانية، كان لديهم معتقد واحد فقط، وهو أن ترامب هو الرئيس القادم للولايات المتحدة.

وأشار تقرير لـ "شبكة رؤية الإخبارية"، إلى ما ذكرته "نيويورك تايمز"، أواخر الشهر الماضي، كان جميع مرشحي الرئاسة الإيرانية على وفاق بأن فوز ترامب أمر مفروغ منه، بل بدأوا في التعامل عن الرئيس الإيراني المناسبة للتعامل معه، وهذا قبل فوز بزشكيان.

ونادرا ما ذكر المرشحون الرئيس بايدن، بل أنهم أيضًا لم يذكروا أن الانتخابات ستكون متقاربة بين المرشحين، بل يكررون فقط اسم ترامب، وقال المرشح الرئاسي الإيراني آنذاك مصطفى بور محمدي، خلال إحدى المناظرات التي جرت قبل الانتخابات، إن النظام يجب أن يستعد للمفاوضات مع الرئيس الجمهوري السابق.

عقوبات صارمة

بل أنه في أحد الدعايا الخاصة ببور محمدي، ظهر هو وترامب وجهًا لوجه، وجاء في الرسالة: “الشخص الذي يمكنه الوقوف أمام ترامب هو أنا”، ولدى الإيرانيين أسباب كافية للقلق من رئاسة ترامب أخرى.

وكان ترامب الذي انسحب من الصفقة النووية الإيرانية، رغم أن المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة أكدوا مرارًا وتكرارًا أن إيران كانت ملتزمة بالشروط، وقد بذل بايدن جهودًا لإحياء الصفقة منذ توليه منصبه، ولكن دون جدوى.

 

كما فرض ترامب عقوبات اقتصادية صارمة تستهدف عائدات النفط الإيرانية والمعاملات المصرفية الدولية، وظلت تلك العقوبات في عهد بايدن، وقد أدت هذه الإجراءات، فضلًا عن الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية من قبل القيادة، إلى تدمير الاقتصاد الإيراني، مما أدى إلى انخفاض العملة وارتفاع التضخم.

 

قال المسؤول السابق في إدارة أوباما والأستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز في واشنطن، فالي نصر، إن العودة المحتملة لإدارة ترامب أصبحت بمثابة شبح بالنسبة للإيرانيين.

 

وأكد ترامب مرارًا وتكرارًا خلال فترة رئاسته إن سياسته المتمثلة في ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران تهدف إلى تضييق الخناق على البلاد وتقديم تنازلات بشأن برنامجها النووي، وأنه لا يسعى إلى تغيير النظام.

 

وتناولت مجلة ذا أتلانتيك أيضًا، وجهة نظر “نيويورك تايمز”، حيث قالت إن شبح عودة ترامب يحاوط الإيرانيين، ورغم أن ترامب ظل خارج البيت الأبيض لأكثر من 3 سنوات، إلا أن عودته مسألة وقت.

معارضة ترامب للاتفاق

أضافت المجلة الأمريكية، أنه في 2013، قام روحاني بحملته الانتخابية على أساس وعد بإبرام اتفاق مع الغرب، ينص على حد إيران من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات، وتم التوصل أخيرا إلى هذا الاتفاق في 2015، وبعد أشهر من المفاوضات الشاقة، بقيادة وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، جون كيري من جهة، ووزير خارجية روحاني جواد ظريف من جهة أخرى، تم الاتفاق بين البلدين.

وعارض ترامب الاتفاق علنًا، وعندما أصبح رئيسًا، مزقه في 2018، واعتمد بدلًا من ذلك سياسة “الضغط الأقصى” على إيران، والتي اتسمت بفرض عقوبات مكثفة وبلغت ذروتها في 2020 باغتيال قائد الحرس الثوري السابق، قاسم سليماني.