رئيس التحرير
علاء الجمل

هل تتأثر مصافي النفط في أوروبا بالموجة الحارة؟

مصر الآن

ارتفعت درجات الحرارة في أوروبا لمستويات قد تجبر بعض مصافي النفط على تقليص إنتاج الوقود، حيث تواجه اليونان حرائق غابات، ويُتوقع أن تصل درجات الحرارة في العاصمة إلى أكثر من 40 درجة مئوية بالأسابيع المقبلة.

وفي بولندا، ربما تتجاوز الحرارة قريباً النقطة التي تستطيع عندها أكبر شركة لتوريد الوقود في البلاد تشغيل مصافيها بشكل طبيعي.

هل تؤثر الحرارة على الإنتاج؟

تشير تقديرات شركة “ماكواري جروب” إلى أن الاضطرابات المتعلقة بالحرارة في المصانع الأوروبية أثرت على حوالي مليون برميل يومياً في العام الماضي، أي ما يقارب 10% من حجم الإنتاج الطبيعي.

كما تقول مصفاة نفط سويدية إن تغير المناخ يجعل إنتاج الوقود أكثر صعوبة، خاصة وأن درجات الحرارة في أوروبا تجاوزت المعدلات الموسمية بكثير، ولا توجد إشارات على تغير ذلك قريباً، بحسب بلومبرج اليوم الخميس 11 يوليو 2024.

وبحسب "شبكة رؤية الإخبارية" ترجع التحديات التي تواجهها صناعة النفط في أوروبا جزئياً إلى ممارساتها، إذ إن تغير المناخ ناجم عن استهلاك الوقود الأحفوري، وتحاول المصافي التغلب هذا الوضع عبر إضافة معدات جديدة في الأماكن المربحة لها من الناحية الاقتصادية.

التصميم هو السبب

من جانبه قال نائب رئيس أسواق التكرير والكيماويات والنفط في شركة “وود ماكنزي” للاستشارات: “تم تصميم المصافي الأوروبية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وأصبح العالم أكثر سخونة منذ ذلك الحين”.

في حين تعتبر المصافي في المناطق التي اعتادت على الطقس الحار مثل الشرق الأوسط مهيأة بشكل أفضل للتعامل مع ذلك، أما في أوروبا، فتم بناء المصافي لتحمل درجات الحرارة المنخفضة وليست المرتفعة.

كما أدى التغيير في أنواع النفط الخام التي تستخدمها منشآت القارة الأوروبية بعد الحرب الروسية على أوكرانيا إلى تفاقم المشكلة، ولكن هناك مؤشرات على التحسن، فالمصافي الأوروبية التي اتجهت إلى الإمدادات الوفيرة من النفط الأمريكي الخفيف تعالج الآن أنواعاً أثقل من النفط الخام، مما قد يساعدها على التعامل مع المشكلة، وفقاً لبيانات شركة “كبلر”.

المصافي الأمريكية تعاني

ليست مصافي النفط الأوروبية وحدها التي تعاني من دراجات الحرارة المرتفعة، ففي الولايات المتحدة قد تكون مناطق الساحل الشرقي والغرب الأوسط الأكثر تضرراً.

ويحتضن ساحل الخليج الأمريكي أكبر المصافي في البلاد، والتي تكون مزودة بأبراج التبريد الأكثر عدداً والأكبر حجماً وقدرة على تخزين مياه التبريد، مما يسمح لها بتحمل درجات الحرارة في الصيف بشكل أفضل.

مع ذلك، فإن درجات الحرارة المرتفعة تضغط على وحدات الإنتاج هناك، ومن المتوقع أن تعمل أبراج التبريد والمبادلات الحرارية المبردة بالهواء وغيرها من المعدات المستخدمة للتخلص من الحرارة الناجمة عن عمليات وحدات التكرير بجهد إضافي.

تخفيضات إنتاج الوقود

تشير تقديرات شركة “ماكواري” إلى أن حوالي 1.5 مليون برميل من الطاقة الإنتاجية اليومية كانت خارج الخدمة عالميًا في الصيف الماضي نتيجة للطقس الحار، حيث أُجبرت منطقة البحر الأبيض المتوسط على خفض الإنتاج بحوالي ثلث هذه الكمية في الربع الثاني من العام الماضي، وفقاً لتقديرات “بنك أوف أمريكا” في ذلك الوقت.

أما فيما يتعلق بالتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، قد تقوم المصافي بأكبر تقليص لمعدل الإنتاج لتجنب الجزء الأكثر حرارة من اليوم، ثم تبدأ في عكس ذلك التخفيض خلال الليل عندما يكون الطقس أكثر برودة.

كما قالت شركة “ريبسول” الإسبانية إن بعض أجزاء مصافيها قد تواجه قيوداً بسبب درجات الحرارة المرتفعة، ولكنها مصممة للتعامل معها، في حين ذكرت “أورلين” أن مصفاتي جدانسك وبولك التابعتين لها ستعملان بشكل طبيعي في درجات حرارة تتراوح بين -25 درجة مئوية و+36 درجة مئوية.