رئيس التحرير
علاء الجمل

عاصفة الصيف بأسواق العالم.. ما علاقة أمريكا؟.. خبير يكشف التفاصيل

مصر الآن

وصف المحللون تعاملات الأسهم خلال الأيام الماضية، بأنها عاصفة صيفية ضربت الأسواق المالية العالمية، لا سيما بعد انخفاض المؤشرات في الولايات المتحدة واليابان يومي الجمعة والاثنين الماضيين، قبل أن تشهد انتعاشًا جزئيًا، في حين تأرجحت عائدات سندات الخزانة الأمريكية والعملات العالمية بشكل حاد.

وفي إشارة إلى توتر المستثمرين، ارتفع مقياس التقلبات المتوقعة في سوق الأسهم الأمريكية إلى أعلى مستوى له منذ جائحة كوفيد-19 في 2020، لذلك كانت التحركات بالأسواق نحو الهبوط على مدار الأيام القليلة الماضية تاريخية، وفق معهد بلاك روك للاستثمار.

الوظائف الأمريكية

أضاف “بلاك روك” أن بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة يوم الجمعة الماضية ربما كانت الشرارة للتوتر الأخير في السوق، لكن كان هناك أيضًا الكثير من العوامل المساعدة على الاشتعال، مثلًا كانت اليابان في بؤرة العاصفة.

ويرجع ذلك جزئيًا أيضًا إلى أن الأسواق هناك كانت تتمتع بمثل هذا الأداء القوي هذا العام، وقبل 3 أسابيع، كان مؤشر “توبكس” الياباني عند أعلى مستوى على الإطلاق، مدفوعًا بالاهتمام المتجدد بالأسهم اليابانية بين المستثمرين الدوليين.

أسعار الفائدة

لكن العديد من المستثمرين، اتجهوا بشكل سريع للخروج بعد أن رفع بنك اليابان المركزي الأسبوع الماضي أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى منذ العام 2008، مما أثار ارتفاعًا سريعًا في الين.

ومع تعزيز العملة، انخفض مؤشر توبكس بنسبة 12.2% الاثنين الماضي، ما أدى إلى محو مكاسبه لهذا العام في أشد عمليات البيع منذ “الاثنين الأسود” في أكتوبر 1987، ومع أنه ارتفع المؤشر بنسبة 9% في اليوم التالي لكنه لا يزال أقل بكثير من ذروته الأخيرة.

أمريكا أم الأسهم؟

قال خبير الاستثمار سعيد يونس، إن عاصفة الصيف التي ضربت أسواق المال العالمية بشدة خلال الأيام القليلة الماضية، سببها الأبرز أسواق الأسهم، وليس الاقتصاد الأمريكي، لأن أسواق المال وصلت إلى مرحلة تتطلب الدخول في عمليات تصحيح عنيفة، بعد أن وصلت الكثير من الأسهم إلى قمتها.

وأضاف يونس، في تصريحات خاصة لـ"شبكة رؤية الإخبارية"، أن الفقاعة في أسواق المال كانت واضحة، خاصة مع الاعتماد الكبير على عدد قليل من الأسهم ذات القيمة العالية جدًا، ولذلك جرى التركيز عليها من قبل المتداولون.

سعيد يونس 

قطاع التكنولوجيا

أشار إلى أنه انتشر البيع يومي الجمعة والاثنين إلى ما هو أبعد من قطاع التكنولوجيا، حيث شملت المبيعات أسهم البنوك والصناعات والشركات الصغيرة والقطاع الاستهلاكي، ما أدى إلى انحدار أوسع بالأسواق، وأيضًا زادت عمليات الانسحاب من السوق بشدة.

ولفت “يونس” إلى أنه كانت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى تعاني بالفعل خلال موسم الأرباح الأخير، حيث فشل القطاع الذي كان بمثابة مصدر غالبية مكاسب بورصة وول ستريت هذا العام في تلبية توقعات المستثمرين المرتفعة لأقصى درجة.

العظماء السبعة

مع اجتياحها في الهزيمة العالمية الأخيرة، تم محو حوالي تريليون دولار من القيمة السوقية لما تسمى بشركات “العظماء السبعة”، وهم عمالقة التكنولوجيا في أمريكا، ألفابت وأمازون وأبل وميتا ومايكروسوفت وإنفيديا وتيسلا، في يومين.

وكان هذا تناقضًا صارخًا في وقت سابق من الصيف بين أداء الأسهم، عندما انخفض الارتباط إلى أدنى مستوى قياسي، ما ساعد في تهدئة تقلبات السوق وتهدئة المستثمرين في حالة من “الرضا عن الذات”، وفقًا لبنك “يو بي إس” السويسري.

الأسهم والسندات

ظهر حجم الذعر في مؤشر Vix للاضطرابات والمعروف باسم “مقياس الخوف” في وول ستريت بمؤشر (S&P 500) ستاندرد آند بورز 500، وارتفع المقياس إلى أعلى مستوى له منذ المراحل الأولى من الوباء في عام 2020، حيث تفاعل المستثمرون مع التقلبات الجامحة في أسواق الأسهم والسندات.

وكانت سوق الخزانة الأمريكية ترسل إشارة تحذير بشأن الاقتصاد لأكثر من عامين، إذ أشار منحنى العائد عليها إلى أنه ترتفع تكاليف الاقتراض لمدة عامين بشكل أعلى من تكاليف الاقتراض لمدة 10 سنوات، ما يلفت إلى أن الركود قادم، رغم أن الركود لم يصل فعليًا.

سندات الخزانة

بحلول نهاية جلسة التداول يوم الاثنين الماضي، عادت سندات الخزانة إلى حيث بدأت تعاملاتها السابقة، حيث أرسلت الأسواق رسائل متقلبة بشدة بشأن آفاق أكبر اقتصاد في العالم.

وفي بداية يوليو الماضي، كان الين عند أضعف مستوى له مقابل الدولار منذ أكثر من 34 عامًا، خاصة مع تباعد أسعار الفائدة اليابانية والأمريكية، ما شجع المستثمرين على الاستثمار في “تجارة المضاربة” عبر اقتراض الين الرخيص لتمويل الرهانات ذات العائد المرتفع سواؤء الأسهم أو الذهب في أماكن أخرى.

 

ولكن الين بدأ في الارتفاع في يوليو وصعد الأسبوع الماضي عندما رفع بنك اليابان تكاليف الاقتراض، وأجبر ذلك المتداولين على سحب استثماراتهم، ما تسبب في إشعال الأزمة العالمية من خلال موجة المبيعات التي اجتاحت الأسهم.