إيران وحرب غزة.. الكرة في ملعب نتنياهو
الإدارة الأمريكية بعثت برسالة إلى إيران وحزب الله وطلبت منهما عدم شن هجوم على إسرائيل في الوقت الحالي من أجل الحصول على مزيد من الوقت لوقف الحرب في غزة
تساؤلات تدور حول أسباب تأخير إيران لضربتها الانتقامية مع إسرائيل، مع استمرار تصريحاتها المؤكدة عدم تراجعها.
وتحدثت تقارير إعلامية عن أنه وإذا كانت طهران تتجهز عسكريًا، لكن تكشف الاتصالات والتحركات الدبلوماسية المتعاقبة نحو طهران، أن هناك عملية شراء للوقت من أجل التوصل لاتفاق بخصوص وقف حرب غزة، وهو الهدف النهائي للجميع، حسب “شبكة رؤية الإخبارية”.
مساحة للحل السلمي
الخبير في الشئون الإسرائيلية، سيد هادي برهاني، في حوار مع موقع “انتخاب” الإيراني، الخميس 8 أغسطس 2024، قال: إن “امتناع إيران عن الانتقام من إسرائيل مقابل وقف إطلاق النار في غزة سيزيد من مصداقية إيران وشعبيتها في فلسطين والدول الإسلامية”.
وأضاف، أن وساطة عربية وغربية طلبت من إيران الامتناع عن القيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل، مقابل وقف إطلاق النار في غزة، وتصريحات مندوب إيران والأمم المتحدة تؤكد ذلك أيضًا.
وتابع الخبير الإيراني، أن إيران يمكن أن تستجيب لتلك الوساطات، خاصة إذا طلب الفلسطينيين أنفسهم ذلك، فإن الاهتمام بهذا الطلب أو قبوله هو شكل من أشكال احترام أصحاب الدماء والحقوق.
الهدف وقف الحرب
بشأن النتائج الإيجابية لتراجع إيران عن تهديدها بالانتقام أو الاستفادة من التهديد في الضغط على إسرائيل، قال الخبير في الشئون الإسرائيلية، هادي برهاني: إن “وقف إطلاق النار في غزة بالنسبة لحماس والشعب الفلسطيني يمكن أن يكون نهاية لمعاناتهم التي لا نهاية لها، كما يمكن أن يشكل مساعدة كبيرة للشعب الفلسطيني من وجهة النظر الإنسانية والإسلامية”.
ثانياً، “ستكون هذه النهاية باسم إيران وستزيد من مصداقية وشعبية إيران في فلسطين وفي الدول الإسلامية، بالإضافة إلى تعزيز علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية والدول الغربية”.
وعلق برهاني على حق إيران في الانتقام من إسرائيل قائلًا: “لقد تضرر أمن إيران باغتيال هنية، وهذه تكلفة كبيرة يمكن تعويضها بضربة عسكرية مؤلمة وثقيلة، لكن هذا العمل له تكلفة أيضا، وهذا العمل لا يخلو من أخطار، ولا يمكن أن نتوقع أن تكون إنجازاته مطابقة تماما للتوقعات وفي النطاق المتوقع”.
وعيد إيران بالانتقام من إسرائيلجدارية وعيد إيران بالانتقام من إسرائيل في طهران
شراء الوقت
كشف موقع “روزنو” التحليلي، أمس الخميس، عن أن الإدارة الأمريكية بعثت برسالة إلى إيران وحزب الله وطلبت منهما عدم شن هجوم على إسرائيل في الوقت الحالي من أجل الحصول على مزيد من الوقت لوقف الحرب في غزة.
وأشار تقرير الموقع الإيراني، إلى أن زيارة سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي إلى طهران، مستبعد أن تكون للعمل ضد إسرائيل، من خلال تجهيز إيران بأسلحة هجومية، لأن هذا الأمر سينعكس على الدعم الذي تقدمه إسرائيل لأوكرانيا في حربها مع روسيا.
وأوضح روزنو، أنه “ليس بعيداً عن التوقع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وفق تفاهمات ومقايضات من وراء الكواليس؛ وهو اتفاق من غير المرجح أن يستبعد تماماً هجوماً محتملاً من جانب إيران، لكن قد يتم الاتفاق عليه ضمن تفاهمات بالحد من هذا الهجوم بما لا يؤدي إلى تصعيد التوترات والرد الإسرائيلي المضاد”.
الكرة في ملعب نتنياهو
وعن مدى استجابة إسرائيل للحل السلمي، أكد التقرير التحليلي للموقع الإيراني: “أن نجاح هذه العملية يعتمد على نتنياهو، ويبقى أن نرى إلى أي مدى ستمارس أمريكا ضغوطاً جدية لإجباره على الموافقة على وقف إطلاق النار”.
مبينًا: أن “نتنياهو إذا توصل إلى استنتاج مفاده أن هجوم إيران يمكن صده بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، أو أنه لن يكون له أي تأثير خطير، فإنه على الأرجح لن يستجيب لوقف إطلاق النار في غزة”.
وأشار تقرير روزنو، إلى أنه “من غير المرجح أن يكون لانتخاب السنوار زعيمًا لحركة حماس تأثير سلبي على المفاوضات الجارية. فإن حماس تريد من هذا الاتفاق وقف الحرب، ولو كانت تريد غير ذلك لانسحبت من المفاوضات بعد اغتيال هنية، خاصة أن المفاوضات السابقة لعب فيها السنوار نفسه دوراً مهماً.
وأضاف: “ولهذا السبب، فإن اختيار السنوار، يحمل في الغالب رسائل محددة لإسرائيل ولنتنياهو شخصياً، الذي أدخل قتله كأحد أهداف الحرب، وبالتالي فإن حماس فعلياً تريد أن تعلن باختيار السنوار أن الحرب ستستمر، إذا تستجب إسرائيل لمطلب وقف إطلاق النار”.