"مصر الآن" يقتحم العالم السري لمراكز الـ"spa".. ضحية: عملت علاقات جنسية كاملة مع العملاء
"علشان نشاطك وحيويتك تهمنا، مساجك عندنا.. تمتع بلمسات ساحرة على يد مدربات متخصصات في جميع أنواع المساج، مصريات، لبنانيات، سوريات، وعراقيات"، ما سبق هو إعلان براق لنادي صحي "spa".
هذا النادي يستهدف ملايين المواطنين الراغبين في التخلص من ضغوط العمل، لكن بين ثناياه الطيبة يذوب السُم، فهذه المراكز تتستر خلف جلسات المساج والاسترخاء وتتخذ من الأعمال المنافية للآداب سبيلا لتحقيق دخل مرتفع، بعيدا عن أعين مباحث الآداب.
تنتشر هذه المراكز في المناطق السكنية الراقية، وتتخذ من فيلاتها الفخمة مقرات لها، لجذب أبناء الطبقات المتوسطة والأرستقراطية إلى "عالم الشهوات"، لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فهذه المراكز بخلاف ممارستها نشاطا منافيا للآداب يخالف تصاريح عملها الرسمي، فإنها تمارس جريمة الإتجار في البشر، لأنها تجبر الحسناوات العاملات لديهن على ممارسة أعمال منافية للآداب، وتصورهن في أوضاع مخلة ثم تهددهن بها لضمان استمرارهن في العمل.
جريمة الإتجار بالبشر
الأمم المتحدة تعرف جريمة الإتجار بالبشر على أنها "تجنيد شخص أو نقله أو إيواؤه أو استقباله بواسطة التهديد بالقوة أو استعمالها أو غير ذلك من أشكال القسر أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع لغرض الاستغلال".
مصر الآن يقتحم عالم الأندية السري
"مصر الآن" قررت اقتحام العالم السري للأندية الصحية، لفضح جرائم الاتجار في البشر التي تمارسها دون رقيب، خاصة في ظل تضاعف أعدادها خلال السنوات الأخيرة.
إجبار على ممارسة الدعارة
التقى "مصر الآن" بإحدى الضحايا، وهي نهى (اسم مستعار)، تعمل بأحد مراكز الـ"spa" بمنطقة 6 أكتوبر، وقالت إنها كانت تعمل كل شيء في جلسات المساج، سواء مع الرجال أو السيدات، أي طلب للعميل تنفذه بدون نقاش، لكنها اشمئزت من عملها مع الوقت.
وتابعت: "شوية شوية ابتديت أقرف من شغلي، خصوصا إني مش بختار العملاء، بالعكس هما اللي بيختاروني، فكنت بلاقي حاجات كتير مقرفة، وأنا مش بقدر أنفذها، يعني في ناس شكلها مش حلو، وفي ناس ريحتهم وحشة، وأنا مضطرة أنفذ كل طلباتهم، ولما طلبت من إدارة المركز إني أوقف شغل، هددوني، وقالوا كل حاجة مُسجلة صوت وصورة، ولو قررت امشي هيفضحوني ويودوني في داهية، ويلبسوني قضية، فاضطريت إني أكمل".
زواج مبكر وسوء معاملة
زواج نهى المبكر ومعاملة زوجها السيئة واعتداءه الدائم عليها بالضرب وسوء معاملة والدها، عوامل شكلت طريقها إلى الهاوية، وسردت تفاصيل نشأتها عبر "مصر الآن"، وقالت إنها تزوجت وعمرها 13 عاما بعد ضغط كبير من والدها، كان عمر زوجها 26 عاما وكان يعاملها بقسوة علاوة على اعتداءه الدائم عليها بالضرب.
وأردفت: "طول الوقت شايف إني مش من حقي أطلب أي حاجة ولا ليا أي حقوق، وكان دايمًا قاسي، وكان عنيف جدا في ممارسة العلاقة الجنسية معايا، كان بيعاملني زي الحيوانات".
وأضافت: "بعد أول سنة جواز، حملت وولدت ابني قيصري، ضربني زوجي بعدها بسبب خلاف بيني وبين شقيقه، فقررت الطلاق، وهددت والدي بالانتحار إذا لم يطلقني منه، كانت والدتي هي التي تهتم بابني وتلبي احتياجاته، لكني وجدت معاملة جافة من والدي، فقررت أن أعمل وأنفق على نفسي وابني، بدأت العمل بائعة داخل مكتبة ومنها إلى محل ملابس، وصولا إلى عيادة طبيب جلدية".
تجنيد الحسناوات
أوضحت نهى كيف تم تجنيدها للعمل داخل المركز، قائلة إنها تعرفت على سيدة كانت دائمة التردد على الطبيب، مؤكدة: "تقربت مني وتبادلنا أرقام الموبايل، وكانت تحدثني دائما أنني جميلة ورشيقة فلماذا أقبل بعمل مثل هذا؟!، أخبرتني أنها يمكن أن تساعدني في العثور على عمل يوفر لي مرتب مرتفع، وبصراحة كلامها أغراني، خاصة إنها شيك جدا وكان باين عليها إنها غنية وحلوة أوي".
واستطردت: "بعد ما سألتها عن نوع الشغل، قالت إنهم هيدربوني ويعلموني كل حاجة، بس ضروري مخافش وأثق فيها، رحت معاها واتعرفت هناك على كابتن محمد، قالولي إني هقبض 6000 جنيه لو اشتغلت من 10 الصبح لـ6 المغرب، المبلغ كان كبير جدا، وهيعيشني أنا وابني كويس جدا، فوافقت اني اشتغل معاهم".
تحرش جنسي
بدأت إدارة النادي تدرب نها على المساج، وتولى المهمة كابتن محمد، تعرضت نها للتحرش الجنسي من قبل المدرب، ولامست يداه مناطق حساسة في جسدها، وعندما اعترضت أخبروها أنه "أمر عادي وده الشغل، ومفيهوش عيب"، ولإخضاع الفتاة والسيطرة عليها أعطوها دفعة مقدمة من الراتب، وأخبروها أنهم يعملون بشكل قانوني وحاصلون على تراخيص، وأن المكان آمن تماما ولن تتعرض لمضايقات.
ومع الوقت بدأت إدارة النادي إسناد مهام جديدة لنها، حتى وصلت إلى إقامة علاقات جنسية كاملة مع العملاء، تطورت إلى الذهاب لمنازل العملاء جلسات "برايفت"، ومع زيادة المهام يزيد الأجر، ومع الوقت شعرت نها أنها لن تستطيع التخلي عن عملها الذي يؤمن احتياجاتها هي وابنها، وتعطي منه جزءا لأهلها حتى يتركونها تعمل بحرية دون تضييق.
تصوير اللقاءات الجنسية
وعن طبيعة ونوعية المهام التي يطلبها العملاء، كشفت إن هناك أشخاص مسؤولين عن هذا الأمر، بينهم مدام "سونا"، دورها أنها تتواصل مع العملاء تليفونيا وتوفر طلباتهم وتتتفق معاهم على الأسعار ومكان الجلسات.
وأردفت أن إدارة الأندية الصحية كانت تطلب من العملاء أن يتركوا هواتفهم المحمولة خارج مكان الجلسة حتى تشعر الفتيات بالأمان، لكنهم كانوا يصورون الجلسات بالكامل بالفيديو، دون علم العملاء، حتى حدث موقف فارق.
واستكملت نهى حديثها: "مرة كان عندنا عميل مهم، مسئول أو رجل أعمال، أول ما شاف الكاميرا فضل يزعق وخد كل التسجيلات والتفريغات وهددهم، وقتها فهمت إن مفيش تصاريح ولا رخص، وإن كل شغلنا شمال في شمال، بعد الموقف ده الإدارة قررت تنقل مقر تاني، واتحججت بكورونا".
أسعار الجلسات
وأوضت أن أسعار الجلسات كانت تتراوح بين 2000 و5000 آلاف جنيه وفقا لطبيعة ونوع الممارسات التي ستحدث خلال الجلسة، وتزيد بزيادة طلبات العميل، مثل عدد الفتيات خلال الجلسة الواحدة، ومكان الجلسة سواء داخل النادي أو في منزله.
عشرات الفتيات
وعن عدد الفتيات العاملات في هذه الأندية، ذكرت أن "الشيفت" الواحد لا يقل عن 16 فتاة، لكن إجمالي عدد الفتيات العاملات داخل النادي لا يقل عن 45 سيدة وفتاة، وكان هناك أخريات يعملن أياما محددة، "يعني في ستات بتشتغل لما أجوازهم بيكونوا مسافرين، وفي ستات بتشتغل علشان احتياجاتها الجسدية"، موضحة أنهن يعملن جميعا داخل فيلا مقسمة إلى 12 غرفة مساج منفصلة.
سبب ترك العمل
وعن السبب الذي جعلها تترك العمل لدى النادي، قالت إنها تعرضت لضرب مبرح على يد عميل فقررت ترك العمل، وعندما هددتها إدارة النادي بإرسال الفيديوهات إلى أهلها، هددتهم هي بفضحهم وإبلاغ الشرطة عن نشاطهم حال فعل ذلك، تقول: "سابوني أمشي، واتخلصت من لعنتهم".