مع تزايد التحذيرات من الحرب العالمية الثالثة : العالم بإنتظار كارثة كبري
تصاعدت في الآونة الأخيرة التحذيرات من أن إندلاع الحرب العالمية الثالثة بات وشيكا، على خلفية إحتدام الصراع بين حلف الناتو وروسيا، وتزايد حدة التراشق بالتصريحات.
وجاءت التحذيرات صريحة من قبل الرئيس الروسي السابق، ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذين اتفقا على أن تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بالقنابل العنقودية، وضمها إلى خلف الناتو يهددان بنشوب حرب عالمية ثالثة.
وخاض العالم من قبل حربين عالميتين، قتل في الأولى 8.5 مليون شخص، وجرح أكثر من 20 مليون، فيما اودت الثانية بحياة أكثر من 60 مليون شخص.
وفي حال إنزلاق العالم الي حرب عالمية ثالثة، فمن المتوقع أن تكون تداعياتها كارثية على جميع الأصعدة، بالنظر إلى تطور الأسلحة التي يمتلكها العالم حاليا، وتنوعها بين نووية كيماوية وبيولوجية وتقليدية.
وعلى الرغم من محاولة الإدارة الأمريكية فرض حصار غلي روسيا وكسرها عسكريا إبان خربها مع أوكرانيا، فإن واشنطن تدرك الحدود الذي يجب أن تذهب اليه في صراعها مع موسكو، سيما ما يتعلق بمسالة ضم أوكرانيا لحلف الناتو، التي تعد حساسة للغاية لدى روسيا.
واذا كان جوبايدن وإدارته ملتزمين بموقف حلف الناتو الحالي المتمثل في أن كييف ستصبح يومًا ما عضوًا في الناتو ، لكن لا يوجد وضوح بشأن متى سيتم ذلك، وفي يونيو الماضي قال بايدن إن إدارته "لن تجعل من السهل على أوكرانيا الانضمام إلى التحالف وأن على الدولة نفس المعايير مثل الأعضاء"، لكن كييف وعواصم اوروبية أخرى تضغط بإتجاه ضم أوكرانيا للحلف قريبا.
ويرى المراقبون العسكريون انه
بالرغم من أن نشرب حرب عالمية ثالثة فكرة تقشعر لها الأبدان ، إلا أن إدراك للعواقب المحتملة لمثل هذا الحدث الكارثي قد يساعد العالم على فهم أفضل لأهمية الحفاظ على السلام والبحث عن حلول دبلوماسية للحرب بين روسيا وأوكرانيا.
واعتبر المحلل الأمريكي، دينس كامينغز في دراسة له مؤخرا أن الحرب العالمية الثالثة في حال نشوبها، سعيد تشكيل العالم، في ظل الطبيعة المترابطة لعالمنا الحديث، التي تعني أنه لن يكون هناك بلد محصن ضد آثار الحرب المتتالية، إذ سوف يتردد صدى٩ الدمار في كل ركن من أركان الأرض.
ونظرا لأن العالم شهد تطورات سريعة فيما يتعلق بالتكنولوجيا، فقد تطورت استراتيجيات الحرب الحديثة وأسلحتها، وعليه ففي الحرب العالمية الثالثة ، سيتم استخدام بعض من أحدث التقنيات الحديثة، ما يعني حدوث نتائج كارثة للبشرية، الناجم عن تدمير فوري لندن باكملها، ووفاة الملايين خلال ساعات.
وحتى لو تم منع الحرب النووية الشاملة عن طريق نظرية الردع ، فإن الحوادث النووية الأصغر حجمًا يمكن أن تؤدي إلى ظروف مهيأة لاستخدام الأسلحة النووية.
وستؤدي الحرب الي تزايد إنعدام الثقة بين الدول الكبرى بالعالم، وهذا بدوره يقود إلى التوترات المتزايدة، بما يعد أمرا كارثبا، إذ بمجرد قطع العلاقات الدبلوماسية، يصبح حل النزاعات سلميًا أمرا مستحيلا.
وبمجرد اندلاع الحرب ستنجر إليها دول لا ناقة لها ولا جمل، لا لشئ سوي أنها من الدول الشريكة لطرف ما في الحرب، فحتى لو لم تكن بعض الدول متورطة بشكل مباشر في النزاع ، فإنها تشعر حتما بالتأثير بسبب التحالفات أو الالتزامات التعاهدية التي تجبرها على دعم شركائها في الأمور المتعلقة بالحرب.
وعند التفكير في التداعيات المحتملة لحرب عالمية ثالثة، من الضروري إدراك التأثير الهائل الذي قد تحدثه على الاقتصادات العالمية، إذ من شأن صراع بهذا الحجم الكبير أن يؤدي إلى فوضى في الأسواق المالية، ويعطل التجارة ، ويهدد استقرار حتى أقوى القوى الإقتصادية، ويقود لارتفاع هائل في اسعار السلع، بما في ذلك الحبوب والنفط.
وفي الوقت الذي تنتشر فيه أخبار صراع عالمي شامل كالنار في الهشيم ، ستشهد أسواق الأسهم العالمية انخفاضاً هائلاً، فمع وصول مستوى عدم اليقين في أعلى مستوياته على الإطلاق ، سيصاب المستثمرون بالذعر إما باللجوء إلى إجراءات بيع كبيرة، أو نقل أصولهم إلى مواقع أكثر أمانًا. ونتيجة لذلك ، سنشهد خسائر كبيرة في القيمة السوقية للشركات، وتقلبات في أسعار العملات مما يجعل التنبؤ بالاتجاهات الاقتصادية المستقبلية شبه مستحيل.
كما ستتعطل سلاسل التوريد العالمية، حيث تؤدي القيود المفروضة على خدمات النقل والشحن عبر الحدود إلى إعاقة وصول الإمدادات الحيوية إلى الوجهات المقصودة، ومن ثم حدوث ندرة في السلع والخدمات الأساسية.
وستجبر الحرب ملايين الأشخاص على الفرار من منازلهم وَدولهم بحثًا عن ملاذ آمن، و. سيكون التأثير أكبر على البلدان المجاورة للبلدان المتحاربة، لكن ستعاني كذلك تلك البعيدة عن الصراع، ومن المحتمل أن يتضاءل نطاق وحجم تحركات اللاجئين بسبب اتساع نطاق الحرب.