فهد عبدالهادي يكتب:
فهد عبدالهادي يكتب: شيزوفرنيا أبو حمالات
حماس السبب!!.. هذه هي أكثر المبررات خسةً التي يحاول البعض تبرئة "إسرائيل" بها، إن حماس سبب مجازر "إسرائيل" في غزة.. هذا اللغو الشائن يأتي من الرؤساء والملوك والمسئولين العرب الموالين لأمريكا ومن كثيرٍ ممن يكرهون الدين فيكرهون أي حركةٍ دينيةٍ أيًّا كانت وأينما كانت، وبصرف النظر والعقل عن سياق ما تكونه.
ما قرأتموه في السطور السابقة، عبارة عن مقتطفات من مقال قديم كان قد كتبه الإعلامي الشهير إبراهيم عيسى، فقد عبّر عن رأيه في حركة حماس مستميتاً في الدفاع عنها.
وسرعان ما تغيّر كل شيء، فقد خرج علينا عيسى منذ أيام في برنامجه بتصريحات هجومية ضد حكومة حماس، قائلًا: رخصت موت شعبها.. لم تنجز شيء للقضية الفلسطينية وهم عصابة و"شيوخ منصر"، وأكبر خونة للقضية الفلسطينية وما تفعله هو تصفية للقضية الفلسطينية".
فبعد أن كان يدافع عن حماس ويبرئها من دماء الشهداء والضحايا من فلسطين، فجأة أصبحت هي المتهمة الأولى من وجهة نظره، ووصف أعضائها بالخونة!.
لا أدري ما الذي أراه؟، هل هذا الإبراهيم يعاني من حالة انفصام مستعصية "شيزوفرنيا"؟، أتمنى له الشفاء العاجل منها، أم أنّ الأمر تخطى الحالة المرضية، وبات يتحدث حسب رغبة من يدفع له أكثر؟، فسبحان مغيّر الأقوال والأموال والأحوال.
هذا الرجل أو كما يلقبه كارهيه "أبو حمالات"، بينه وبين قلب الحقائق وتزييفها حالة من العشق، فقد زادت تجاوزاته وتمادى في أكاذيبه، وخاصة في الفترة الحالية، بات يرفع أصواتًا مقززة من الافتراءات ليرقص بها على جثث الشهداء ويغني، بينما آهات وأنين المصابين تدمي القلوب.
ولا أخفي عنكم سراً، حديثه الأخير عن حماس واتهامه لها بالخيانة في هذا الوقت العصيب، لم يصدمني ولم أندهش له، بل أصابني بحالة من "هستريا الضحك"، فلما لا، وهو الذي ينطق لسانه إفكاً ولطالما كتب قلمه كفراً.
أكاذيب إبراهيم عيسى وخبثه طالت صحيح الدين وثوابته، لقد تستر خلف خزعبلات العقلانية والتنوير والتطوير، وأخذها منبراً للتطاول على القرآن والصحابة والأنبياء، فهل من الصعب على رجل سمح له ضميره بالتشكيك في السنة ورواتها والإسراء والمعراج، أن يقلب الكفة ويجعل المظلوم ظالم وخائن؟.
ويبدو أن المثل الشعبي "الطيور على أشكالها تقع"، لم يشتهر اعتباطًا أو من فراغ، فقد أثلج إبراهيم عيسى صدور الإسرائيليين، بهجومه على حماس، واستعانت صفحة "إسرائيل بالعربية" بكل كلمة تفوّه بها.
لك أن تفخر "يا هيما"، انظر من استشهد بكلامك وأشاد به، فهم من يسيرون على النهج ذاته، ويستلذون بقلب الحقائق وتزييف التاريخ والتنصل من الأقوال والأفعال، نعم مثلما فعلت في موقفك مع حماس ومواقف أخرى سنتطرق لها لاحقًا.
ففي حياة الشعوب والأمم بطولات، لا يمكن أن ينساها التاريخ وتظل في الذاكرة والوجدان، فمن منا ينسى بسالة عناصر المقاومة الشعبية في السويس وبورسعيد، ووقوفها في وجه العدوان الغاشم، وتلقينه درسًا لا يُنسى.
وكذلك ما تفعله عناصر المقاومة حماس، لا يقل أهمية ووطنية عن مقاومة بورسعيد والسويس، فكل منهما يدافعان عن العرض والأرض من اغتصاب الاحتلال، فهل من يُطلق مدفعًا على من يحتله ويغتصب أرضه وشرف نسائه ويحاصره ويقتله ويذبح أطفاله، نتهمه بالخيانة ونحمله مسؤولية المجازر والجرائم التي تحدث؟، أي عقل من جهنم ذلك الذي ينصر الباطل على الحق بهذا الشكل؟.